×
محافظة المنطقة الشرقية

مستشفيات ملحقة لعلاج السجناء

صورة الخبر

لم يعد من الصعب على المرأة السعودية أن تشارك في مختلف ميادين العمل، بعد أن أولتها القيادة الحكيمة الثقة لإثبات ذاتها، فالمرأة دخلت مجلس الشورى وانتخابات الغرف التجارية ومثلت البلاد في العديد من المحافل العالمية ولان النجاح ثمرة المجتهد كان لنا ان نلتقي بإحداهن. ضيفة هذا اللقاء سيدة من الأحساء، هي رائدة الأعمال صباح بوقسمي، التي تمكنت من أن تسجل ذاتها في تاريخ الأحساء، التي بدأت مشوارها كموظفة استقبال، وأصبحت أول رائدة سعودية في مجال الاستشارة التسويقية لإحدى الشركات العالمية. وفي حديثها لـ «المدينة» اشارت إلى أن نجاحها نموذج نجاح لكل فتاة سعودية تسعى لخدمة الوطن في مختلف الأماكن، مؤكدة أن المجتمع الأحسائي ببساطته واجتهاده تمكن أن يكون واجهة للمملكة. * تحدثتِ عن قصة نجاحك، وانتقالك من موظفة استقبال إلى أول مستشارة لشركة عالمية، فما القصة؟ القصة طويلة، ولكن باختصار، إنني أؤمن أن كل شخص يبدأ صغيرًا لكن بحلم كبير، سيكون بإمكانه الوصول لاهدافه، وليس العيب أن نبدأ صغارًا ومن الصفر، فهذا هو الطبيعي، لكن المهم أن تكون قادرًا على تحقيق طموحاتك التي سعيت إليها منذ بدايتك. تبدأ قصتي بعد تخرجي في كلية التربية جامعة الملك فيصل بتخصص اللغة الانجليزية، ولم أرغب في أن أتجه للتدريس مثل معظم زميلاتي، حيث قررت العمل في أي وظيفة أخرى متوفرة لي، وفعلا عملت موظفة استقبال في أحد المستشفيات الخاصة لمدة ستة أشهر، ومن ثم كان من نصيبي المساهمة في تأسيس أحد أهم المراكز الصحية في مدينة الخبر، وقد كانت فكرة البرنامج قائمة على منح دبلوم صحي وتدريب يتبعه توظيف في المستشفي، وخلال ثلاث سنوات انتقلنا من مجرد مركز إلى كلية صحية تعد الأشهر في المنطقة الشرقية اليوم. * ما الدور الذي أسهم فيه المركز لصقل شخصك؟ ** بعد افتتاح المركز ومساهمته في تخريج أكثر من ١٢٠ طالبًا وطالبة في تخصصات صحية متعددة، كان لي أن أبحث عن ذاتي بشكل أكبر، نظرًا لرغبتي المستمرة في تحقيق التنوع في اكتساب المعرفة وحينها تمكنت من الحصول على وظيفة في إدارة التطوير الوظيفي «مركز التدريب القيادي» في شركة أرامكو السعودية إلى جانب أكثر من ٣٥ مستشارًا في مجال تطوير القيادات وتنمية الموارد البشرية من مختلف دول العالم وقد أضاف لي هذا العمل الكثير من الخبرات، ليكون الانطلاقة الحقيقية. * حدثينا عن تجربتك في مشاركتك ببرنامج تطوير القيادات النسائية التي تنظمها القنصلية الأمريكية في الشرق الأوسط؟ ** وزارة الخارجية الأمريكية تنظم برامج التبادل الثقافي بينها وبين دول العالم المختلفة وكان من ضمن برامجها الرسمية برنامج تطوير القيادات النسائية في الشرق الأوسط وهو برنامج كبير شارك فيه قرابة الـ٣٨ فتاة من مختلف دول المنطقة. وبفضل من الله تم قبولي وإحدى السيدات السعوديات للالتحاق بالبرنامج، وكانت المشاركة محفزة جدا ليس لكونها تشمل التدريب النظري في احد اهم الجامعات في الولايات المتحدة الامريكية (Wharton Bussiness School) والتدريب العملي في احد افضل الشركات في ولاية كالفيورنيا وبالتالي انتقلنا إلى عدة ولايات، كانت تجربة ثرية جدا. * شاركتِ في العديد من المنتديات والملتقيات على المستوى العربي ما الذي أضافته لشخصيتك؟ ** كانت لي العديد من المشاركات على المستوى الخليجي والعربي بشكل عام، وبكل تأكيد لكل ملتقى مميزاته المختلفة عن الآخر ولكن المميز فيها أن جميعها تعمد إلى اختيار أصحاب الخبرات للحديث عن تجاربهم وأبرز الصعوبات التي واجهتهم، وكيف تمكنوا من التغلب عليها، إلى جانب اهتمام الملتقيات بتحويل الكلمات إلى أفعال على ارض الواقع، كما أنها ساهمت في صقل قدراتي كمتحدثة لتكسبني مهارات فن الإلقاء إلى جانب انها منحتني الخبرة العالمية في مجال التدريب والمهارات الكافية للتواصل مع الآخرين في مختلف دول العالم. المرأة السعودية وريادة الأعمال *تمكنت المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من إثبات ذاتها في مختلف مواقع العمل التي أتيحت لها، وقد حصلت على ثقة القيادة بتعيينها في مجلس الشورى.. السؤال: ماذا تقولين عن هذا الدعم من القيادة في السعودية للنساء وهل أصبحت المرأة قادرة على المنافسة في مجالات العمل التي تتقلدها؟ ** نحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- نعيش أجمل عهد للفتاة السعودية، إذ حصلت على ثقة القيادة ومن ثم فرص المشاركة في مختلف المجالات كالمشاركة في الشورى ومجالس الغرف التجارية، وقريبا في المجالس البلدية، وفي كل مجال تقريبا، ومن هنا أقول إننا في عهد المرأة السعودية القائدة والرائدة في مختلف المجالات، ولا بد أن نؤكد على ان الدولة وفرت فرصا كثيرة لعمل ومشاركة الفتاة السعودية، وعلى كل فتاة الآن أن تسأل نفسها ماذا قدمت هي للوطن والدولة. * ماهي مقومات النجاح المتوفرة للفتاة السعودية؟ ** الفتاة قادرة على تحقيق طموحها إذا آمنت بقدراتها، الثقة في النفس والرغبة في النجاح، حب العطاء مفاتيح للنجاح، الوطن يمر بمرحلة تنمية كبرى، قوامها الرجل والمرأة، وهذا يقتضي ضرورة التعاون بينهما،القابليه للتغيير، والفتاة السعوديه تمتلك اغلب المقومات التي تساعادها على النجاح ولها دور مهم في هذه التنمية، ولابد أن يستوعب الناس هذا التغيير، لتحقيق النجاح على مستوى الفرد والوطن. * كيف تقيمين تجربة حاضنات الأعمال في الجامعات السعودية؟ ** هي تجربة ناجحة بكل تأكيد، حيث أتاحت الفرصة للكثير من الفتيات للمساهمة في نماء المجتمع، من خلال المشاركة في مختلف المناسبات لعرض أفكارهن وملخصات أعمالهن، وكانت لي تجربة من الاحتضان والدعم من خلال الدكتورة عايشة المانع التي علمتني أصول التجارة ومفاهيمها، ومنحتني فرصة تنمية المهارات العملية وهذا في حد ذاته دعم كبير لشخصي. * ماهي أبرز العوائق التي قد تواجه رائدات الأعمال في السعودية؟ ** لا أختلف مع الجميع على وجود عوائق، ولكنني بشكل عام لا أحبذ الحديث عنها أبدا وذلك لكوننا مكلفين بإزالتها إذا رغبنا في تحقيق أحلامنا ونجاحاتنا، فأنا أؤمن بمقولة هيلين كيلر «إذا كانت الأحلام كبيرة فالحقائق لا تهم»، ولتجاوز أي عائق نحتاج البدء بأنفسنا أولا، لأن الشخص الناجح هو من يبدأ بذاته قبل الآخرين، ويعتز بذاته، ويعتمد على نفسه بعد الله سبحانه وتعالى، وقد تعلمت من والدي حكمة يرددها: «ليس الفتى من يقول كان أبي إن الفتى من يقول ها أنا ذا». منتدى الأحساء للاستثمار * شاركت مؤخرًا في منتدى الأحساء للاستثمار، حدثينا عن مشاركتك الأولى؟ ** منتدى الأحساء للاستثمار هو أحد أهم المنتديات التي تقوم بتنظيمها الغرفة التجارية كل عامين في الأحساء، وما يميز المنتدى، أهدافه المنوعة، التي تركز على جذب فرص استثمارية لمنطقة مميزة وذات تربة خصبة للاستثمار، كما أن مقومات نجاحه قائمة على استضافته لمجموعة من الشخصيات القيادية والخبراء في مختلف مجالات التنمية والاقتصاد سواء كانوا من داخل المملكة أو خارجها. * ما أهمية هذا المنتدى وهل وجد الدعم الكافي؟ ** لاشك في ذلك، خاصة أن المنتدى حظي برعاية كريمة من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وهذا مؤشر قوي جدًا على القوة الاقتصادية التي يمثلها المنتدى، ودعم الدولة له، الذي تمثل أيضًا بحضور خمسة من الوزراء وعدد كبير من كبار رجال وسيدات الأعمال في المملكة وأعضاء مجلس الشورى ورؤساء الشركات. ومن ذلك استطيع أن أقول: إن المنتدى شكل قوة كبيرة للمنطقة بشكل عام، فكل من حضر وشارك في المنتدى لاحظ كمية الأسئلة والنقاشات الدالة على رغبة الجميع وتعطشهم للتطوير والاستثمار في هذه المنطقة المميزة. * ماذا عن الحضورالنسائي وهل تم تحقيق مشروعات عملية؟ ** تجاوز الحضور النسائي الـ 150 سيدة من الأحساء وجميع مناطق المملكة، وهذا مؤشر جيد، يعطي دلالة على أن الفتاة السعودية أثبتت نفسها، وتتابع البحث عن فرص استثمارية، وقد أتيح لي لقاء العديد من سيدات الأعمال الناجحات، وبما أنني في جدة، لا بد أن أذكر أن من أبرز من التقيت بهن الدكتورة عائشة نتو وهي سيدة أعمال مثابرة، وذات حضور كبير في المنتديات وحققت نجاحًا كبيرًا في عملها، وقد أسعدتني بتبنيها ودعمها لرواد الأعمال خصوصًا الفتيات، وقد وجدت منها شخصيًا كل الدعم والمساندة. وخلال وجودها في الأحساء فهمت منها أنها وصلت إلى قناعة بأهمية الاستثمار في الأحساء وسنعمل مع شركائها على ذلك في المستقبل القريب، ومن نتائج هذا المنتدى أيضًا المشاركة في مجموعة من الدورات التطويرية مع المؤسسات المختلفة وكان من أهمها تعاوني مع جمعية فتاة الأحساء حيث نقوم الآن كمجموعة عطاء بإعداد الدورات، وورش العمل المختلفة لتدريب السيدات في الأسر المنتجة على كيفية تطوير مهنتهن والتحول من مجرد منتجات في المنازل إلى مراكز أساسية تستقطب الناس، وذلك من خلال التركيز على تنمية مهاراتهم الفردية والتسويقية الأساسية لعملهم. * ماذا عن الجمعيات أو المؤسسات من خارج المنطقة؟ ** من نتائج المنتدى الاقتصادي في الأحساء لاحظنا اهتمام المؤسسات والشركات ورجال الأعمال في المملكة بالفرص الاستثمارية المتوفرة في الأحساء، ويمكن لي ذكر نموذج واحد يتمثل في شركة التصميم المثالي ومصنع الهلال للكواشف الطبية ومجموعة جسارة في جدة، حيث زار مسؤولو الشركة الأحساء مؤخرًا واطلعوا على الفرص المتاحة، وشرعوا فورًا بالعمل، خاصة حين وجدوا الاهتمام الكبير والدعم المتميز من رجالات المنطقة ومسؤوليها وعلى رأسهم الأستاذة فادية الراشد نائبة رئيس جمعية فتاة الأحساء وكل من الأساتذة عبدالله العرفج وكيل أمانة الأحساء ورجل الأعمال الأستاذ عادل الشعيبي، ورئيس شركة المطوع التجارية سعادة الأستاذ نعيم المطوع وسعادة الأستاذ المحامي جاسم العطية العضو النشط في مجلس الغرف واللجان الوطنية الذين أوجدوا المناخ المناسب لإبراز فرص الاستثمار. وقد تمكنا بفضل الله ثم بإصرار وجهود الأستاذة فادية الراشد من عقد اتفاقيات استراتيجية للأسر المنتجة مع معارض التصميم المثالي للأثاث والديكور وجسارة للتدريب للأخذ بأيدي الأسر المنتجة نحو الانتاجية والمنافسة، من أجل التوعية والتدريب لهذه الأسر عبر المحاضرات والدورات التدريبية في مواقع العمل، وتعريفهم على النماذج الراقية من أجل المحاكاة والمفاضلة جودة وشكلا. وأشعر بسعادة كبيرة لهذا التعاون مع شركات ومؤسسات من خارج المنطقة لأنه يؤكد أننا جميعا في هذا الوطن ولله الحمد أسرة واحدة نتعاون جميعا لخدمة المواطن والمساهمة في تنمية الوطن. * ما المميزات التي تتمتع بها الأحساء وما هي الفرص المتاحة للشباب والشابات من رواد الأعمال؟ ** كما هو واضح للجميع هناك العديد من المميزات التي تميز الأحساء ومنها موقعها الاستراتجي الذي يربطها بدول الخليج إلى جانب تميزها بالموارد الطبيعية، فهي منطقة زراعية خصبة تتوفر فيها المصادر ولكن الميزة الحقيقية هم الأحسائيون انفسهم، كذلك التنوع الذي تشهده من خلال تعدد الحرف الموجودة فيها مثل صناعة الفخار والخوص والزخرفة والعديد من المهن الحرفية، ويضاف إلى كل ذلك دعم الحكومة الملموس. أما بخصوص الفرص الوظيفية فمن المتوقع توفر الكثير منها، خصوصا وأنه سيتم العمل على إنشاء أكبر مدينة صناعية فيها والتي تم وضع حجر الاساس لها في المنتدى. التسويق الإلكتروني * حدثينا عن مشروعك في التسوق الالكتروني وما الجديد فيه؟ ** بعد عودتي من أمريكا تمكنت من فتح مكتب مبادرات القيادات النسائية في الخبر، وذلك بهدف تقديم دورات لموظفي المؤسسات حيث يساهم ذلك في تطوير الكوادر المختلفة وقد عملت فيه لمدة خمسة أشهر تقريبًا ومن بعدها عرضت علي فرصة التسويق الإلكتروني، وحينها قررت ان ادرس المشروع وبحثت عنه وقررت الاستفادة من هذا النوع من علوم التسويق الحديثة وكانت محطة قصيرة في حياتى خضتها وتوقفت منذ فترة عنها لأخوض غمار التجربة في العمل الثابت عبر التدريب والفرص الأخرى المتاحة للعمل والمساهمة بالإنتاجية الوطنية عبر ما توفره دولتنا حفظها الله من فرص يغبطنا الكثير عليها ممن لا تتوفر لديهم هذه الفرص. * سجلك حافل بالعديد من الإنجازات فإلى أين يقودك الطموح في المستقبل؟ ** لم يكن هدفي الأساسي الألقاب بقدر ما سعيت إلى أن أكون رمزًا للفتاة السعودية في أى من المجالات التى خاضتها وهيأتني الدولة حفظها الله للنجاح بها. ومن المهم الاشارة إلى أن التغيير لا يأتي من الفراغ، وأن أي سيدة تريد النجاح في مجال الأعمال لا بد لها في البداية ان تتغلب على حاجز الروتين ولا تنظر لعملها بالساعات المحدودة فقط. كما أنه لا نهاية للطموح بوجود الرغبة والانضباط والإصرار على المتابعة، وكما قال الشاعر «إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم».