كشفت مصادر وثيقة الصلة بالجماعات المتشددة، أن سودانياً من قيادات تنظيم «داعش» فرع ليبيا لقي حتفه في قصف جوي في مدينة سرت الليبية، بينما أكد الجيش السوداني أمس بسط سيطرته على مناطق العمليات وتوعد من وصفهم بـ «المارقين» بمواصلة الحرب عليهم حتى يعودوا لصوابهم ويتحقق السلام. وذكرت أمس، أن ميرغني بدوي البشير، الملقب بـ «أبو الحارث» قُتل في غارة جوية شنها سلاح الجو الإيطالي نفذتها طائرة من دون طيار، استهدفت موقعاً لتجمع قوات التنظيم، أوائل شهر حزيران (يونيو) الماضي. وطبقاً لتسريبات متفرقة نشرتها مواقع الكترونية ليبيةـ فإن ابو الحارث السوداني، الذي تكتم التنظيم عن إعلان خبر مصرعه، انخرط في صفوف «داعش» منتصف العام الماضي، بعد أن غادر الخرطوم براً وانضم إلى صفوفه في ولاية برقة. وأبو الحارث من أبناء منطقة الديوم الشرقية في العاصمة الخرطوم، ويُعد من أبرز خطباء ودعاة التنظيم الذين يعرفون بـ «شرعيو داعش»، حيث ألقى قبل أشهر عدة خطاباً مثيراً للجدل في مسجد الرباط في سرت خلال افتتاح محكمة شرعية تتبع للتنظيم وصف فيه العاملين بالجيش والشرطة والسلك القضائي والدوائر الحكومية الليبية بالطواغيت ودعاهم للتوبة والرجوع إلى الله. وتزايدت أعداد الشباب السودانيين الملتحقين بالتنظيم خلال الأشهر الأخيرة، حيث كُشف أخيراً عن انضمام عشرات طلاب الجامعات معظمهم من حملة وثائق سفر أجنبية. وأعلنت الداخلية العام الماضي، أن 70 سودانياً، من الجنسين، التحقوا بتنظيم «داعش» في ليبيا وسورية، عاد منهم إلى البلاد 2 فقط، لكن معلومات متطابقة تحدثت بعد ذلك عن أن عدد الطلاب السودانيين في صفوف «داعش» يفوق تلك الإحصاءات بكثير. الى ذلك، توعَّد قائد الفرقة 14، إحدى فرق الجيش السوداني في ولاية جنوب كردفان المضطربة، اللواء ياسر العطا مَن وصفهم بـ «المارقين» بمواصلة الحرب ضدهم «حتى يعودوا إلى صوابهم ويتحقق السلام». وقال العطا لدى مخاطبته أفراد القوات الحكومية أن «الانتصارات التي تحققت في جنوب كردفان ستتواصل»، ودعا حمَلة السلاح من المتمردين إلى اغتنام الفرصة وتحقيق رغبات المواطنين بوقف الحرب، والدخول في مفاوضات جادة تقود إلى اتفاق يوقف الحرب في شكل كامل وليس وقفاً للنار فحسب. ورأى إن قرار وقف النار في المنطقتين أتى من منطلق المسؤولية الأخلاقية والإنسانية للحكومة، باعتبار أن الوقت الحالي هو للعمل والزراعة وحركة الرعاة والمزارعين في المنطقة. ودعا حاكم ولاية جنوب كردفان، عيسى آدم أبكر، المتمردين إلى تحكيم صوت العقل وتغيير تكتيكاتهم من الحرب إلى الحوار ثم التسوية الشاملة للقضية. وقال أن أرض الولاية تتسع للجميع إن تجاوزوا الحرب. وأضاف أن الحكومة مستعدة لإشراكهم بالحكم وفق الاتفاق السابق، ما سيمكنهم من العيش في أوضاع أفضل لأن الحرب حرمت آلاف المواطنين من حقوقهم الأصيلة. على صعيد آخر، أعلنت سفارة دولة جنوب السودان في الخرطوم عن قمة ستجمع الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت على هامش القمة الأفريقية في العاصمة الرواندية كيغالي، التي ستُعقد بين 10 و18 تموز (يوليو) الجاري، لبحث القضايا العالقة بين البلدين. وقال القائم بأعمال سفارة جنوب السودان، روبرت رينق، أن اجتماعات اللجان الأمنية والسياسية المشتركة غطت كل الجوانب ووصفها بأنها من أهم اللجان وحققت تقدماً كبيراً، مضيفاً أنه سيتم فتح المعابر بين البلدين وشدّد على أن قيادتي البلدين عازمتان على إعادة العلاقات إلى طبيعتها.