أثارت تصريحات الشيخ صالح المغامسي حول الموسيقى الجدل على مدى الأيام الماضية بين مؤيد ومعارض لكلامه، ويؤكد عازف الناي الشاب فهد كشاف، أن الموسيقى لها تأثير إيجابي على الشخصية المهتمة بها، مؤكداً أن الفن بشكل عام مجال واسع وكبير يحيي فينا دائماً النزعة الإنسانية الجميلة ويثقف العقل السوي ويروي الروح بالأمل والإنسانية، وأن الفن أدب وذوق وتهذيب للنفس، كما أنه يعد أجمل ملجأ للشباب والشابّات في ظل ما يحصل بالوقت الراهن من تضليل وغزو فكري ومهاترات. وعن سر حبه للناي قال "الناي هي أقدم آلة موسيقية اكتشفها الإنسان، أحببت هذه الآلة لأنها من أبسط الآلات ولأنها مصنوعة من الطبيعة (النبات)، والأهم من هذا كله النغم الطربي الأصيل والشجن الذي يخرج من هذه الآلة بالتحديد ويلامس جداً جداً الأذن والروح". كاشفا أنه يعرض لمحبيه وهواة هذا الفن مقاطع من عزفه من خلال حسابه على "انستجرام"، وقال "حتى هذه اللحظة لا أتخيل أنه لا يوجد معهد رسمي لتعليم الموسيقى في السعودية، ليس معهد للموسيقى فقط بل لمختلف الفنون". دعم أكبر وأكد أن هنالك اجتهادا من قبل جمعية الثقافة والفنون في دعم الموهوبين بهذا المجال، معتبراً أن دعم الجمعية ينبغي أن يكون أكبر، ومتمنياً أن يكون هناك حساب رسمي للجمعية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يكون هناك حساب مهتم بدعم الموسيقيين في كل منطقة من مناطق المملكة، مشيراً إلى أن هناك العديد من المواهب المدفونة سواء بمجال الموسيقى أو غيرها. إقبال كبير أكد المدرب الموسيقي نضال الدرويش أن هنالك إقبالا كبيرا جداً من الشباب السعودي على تعلم الموسيقى، وأن أعمار الشباب المقبلين على تعلمها تتراوح ما بين 20 إلى 25 عاما، مرجعاً إقبال الشباب على تعلم الموسيقى إلى الرغبة الموسيقية بالمقام الأول, إضافة إلى سد وقت الفراغ". ازدراء اجتماعي تذمر الفنان الشاب وعازف الكبيورد "محمد المسروحي" من كونه مجبرا على تجاوز ما وصفه بالعديد من العقبات، سواء نظرة بعض أفراد المجتمع للمغني أو الموسيقي من باب الحلال والحرام، وضعف الموارد المشجعة، وقلة المؤسسات التي تقوم بتدريس الموسيقي بطرق علمية، وكذلك إحجام المواهب الفنية لعدم إعطائها مساحة ظاهرة تتفاعل من خلالها مع المتلقي والمشاهد، أو بالأصح الاكتفاء بظهورها في الخفاء، وكل ذلك ساهم في عدم ظهور المواهب في مواجهة المجتمع. وبكل أسف لم تقم جمعيات الثقافة والفنون بدورها المهني، في إعداد وتبني تلك المواهب التي يمكن أن تكون صاحبة شأن في المستقبل. وجل ما نريده ونطمح إليه كفنانين وموسيقيين شباب، أن تكون لنا بصمة واضحة في بناء المجتمع وبنا مجتمع مدني راق، وأرى أن المستقبل مشرق للفن في ظل طموحات رؤية 2030. ضعف التغطية الإعلامية يرى عازف آلة القانون وباحث في الموسيقي والتراث "سهل العريشي"، أن الإحباط الذي نجده خلال مشاركاتنا المحلية أحد أسبابه عدم التغطية الإعلامية والاهتمام بهذا النشاط، وتعلقنا بالموسيقى مقابل الممانعة الاجتماعية على نحو ما، بينما نجد من يطرب عندما نقدم لهم موسيقانا. ومن أكثر ما نعانيه أيضا، سوء المواقع التي تمارس فيها المواهب الموسيقية هواياتها، إذ إن أكثرها مستأجر وغير مجهزة نهائيا بما يناسب تعدد توجهات المواهب. ونأمل أن يكون لقرار إنشاء المجمع الملكي للفنون، أثر في إحياء حلمنا بإنشاء معاهد متخصصة للتربية الموسيقية، لتخريج عازفين مؤهلين أكاديميا، على طريق إنشاء فرق موسيقية في كل محافظة ومدينة بالمملكة، ونشر ثقافة الموسيقى وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنها لدى شريحة كبيرة من أفراد المجتمع.