×
محافظة المدينة المنورة

مطار المؤسس .. الدخول للمسافرين فقط!

صورة الخبر

بحلول اليوم السبت، تكون قد مرت خمس سنوات على استقلال جنوب السودان، ولكن ليس هناك ما يستحق الاحتفال. فاتفاق السلام الذي يفترض أن ينهي الحرب الأهلية المدمرة لا يزال هشا، والبلاد على شفا المجاعة. وقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين منذ نهاية 2013 واندلاع الحرب الأهلية التي اجتاحت الدولة الفتية ودمرت اقتصادها، ما دفع الحكومة إلى إلغاء الاحتفال للمرة الأولى. ودعت مجموعة الأزمات الدولية (إنترناشونال كرايزيس جروب) التي تهتم بالأزمات في العالم، الدول الراعية لاتفاق السلام إلى التحرك «بشكل عاجل» من أجل إنقاذ الاتفاق والحيلولة دون أن تغرق البلاد مجددا في نزاع أوسع. يقول المحامي المختص بحقوق الإنسان ديفيد دنق، إن «ظروف الحياة لم تكن يوما بمثل هذا السوء في جنوب السودان»، متحدثا عن تضخم خارج عن السيطرة واستمرار المعارك وعن الجوع وعن تعمق الريبة بين أطراف النزاع. وأضاف «أخشى أنه إذا لم يتم تقويم الوضع بسرعة أن نغرق مجددا في نزاع بمثل قسوة الحرب التي استمرت 22 عاما» مع السودان، قبل نيل جنوب السودان استقلاله. وارتفعت أسعار البضائع والخدمات بشكل كبير منذ الاستقلال في 2011 مع بلوغ التضخم حاليا %300 وتراجع قيمة العملة بنسبة %90 هذه السنة. وقال الاقتصادي لدى مركز «إيبوني سنتر» للأبحاث في جوبا إن «عدم توفر المال لدى الحكومة للاحتفال بالاستقلال دليل على عمق المشكلات الاقتصادية». في نهاية 2013، اندلعت حرب أهلية جديدة، وانفجر النزاع داخل الجيش الذي يشهد انقسامات سياسية وإثنية يغذيها التنافس بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار. وعاد مشار في أبريل إلى جوبا تطبيقا لاتفاق السلام الموقع في أغسطس 2015 وشكل مع كير حكومة وحدة وطنية، لكن المعارك استمرت على الأرض. وتقول بابكر ياوا البالغة من العمر 31 عاما والتي فرت الشهر الماضي من منطقة كاجو-كيجي المجاورة لأوغندا نتيجة المعارك، لوكالة فرانس برس: «نحن نعاني هنا، لا طعام ولا مكان نختبئ فيه». وتضيف المرأة وهي أم لثلاثة أطفال: «ما نريده هو أن ينهي الرئيس سلفا كير ورياك مشار الحرب». في يونيو، أرغمت المعارك في مدينة واو نحو 88 ألفا من السكان على الفرار، وتجمع 20 ألفا منهم بالقرب من قاعدة الأمم المتحدة بحثا عن ملجأ. وتحولت واو إلى ثاني أكبر مدن البلاد بعد أن دمرت الحرب أجزاء كبيرة من ملكال وبور وبنتيو. وقالت مجموعة الأزمات الدولية «هناك تجاهل لاتفاق السلام، وأطراف النزاع السابق يعدون العدة لخوض نزاع واسع». وتؤكد المنظمات الإنسانية الناشطة في البلاد أن الانهيار الاقتصادي يهدد فرص تطبيق اتفاق السلام. ويقول المسؤول عن جنوب السودان في منظمة «أوكسفام» البريطانية غير الحكومية زلاتكو جيجيتش: «في غياب إصلاحات اقتصادية ستستمر معاناة السكان وستكون عملية السلام الضعيفة أصلا في خطر».;