قفزت أسعار الذهب لأعلى مستوياتها فيما يزيد على عامين أمس، مع إقبال المستثمرين على شرائه كملاذ آمن من المخاطر في ظل هبوط أسواق الأسهم وتراجع عائدات بعض السندات إلى مستويات قياسية منخفضة بعد تصويت البريطانيين لمصلحة خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي. وبحسب "رويترز"، فقد هبطت الأسهم الأوروبية، بينما تراجعت عائدات السندات الألمانية لأجل عشر سنوات إلى مستويات قياسية منخفضة لليوم الثاني مع اضطراب الأسواق العالمية بفعل المخاوف من تأثير خروج بريطانيا في النمو الاقتصادي. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية إلى 1373.56 دولار للأوقية مسجلا أعلى مستوى منذ آذار (مارس) 2014 بارتفاع 1.3 في المائة، وقفز الذهب في المعاملات الأمريكية الآجلة تسليم آب (أغسطس) 14.20 دولار إلى 1372.90 دولار للأوقية، وإضافة إلى هروب المستثمرين المتخوفين من تقلبات أسواق الأسهم إلى الذهب كملاذ آمن فإن تراجع عائدات السندات أدى إلى خفض تكلفة حيازة المعدن الأصفر النفيس. وقال جوناثان باتلر المحلل في "ميتسوبيشي" إن هناك بعض عمليات جني الأرباح، وقد رأينا مراكز دائنة في الذهب تصل إلى ارتفاعات قياسية ومن الواضح أن الكثير من المستثمرين في وضع يتيح لهم البيع لجني أرباح، ونحن أعلى مما كنا عليه منتصف الشهر الماضي بنحو 100 دولار. وهبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية وهي المؤشر القياسي للسندات العالمية لأدنى مستوياتها في 30 عاما أمس الأول، وارتفعت الفضة 2.1 في المائة إلى 20.33 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين 0.4 في المائة إلى 1068.20 دولار للأوقية وهبط البلاديوم 1 في المائة إلى 591.85 دولار للأوقية. وكان بنك سوسيتيه جنرال قد رفع توقعاته لسعر الذهب الأسبوع الماضي مع استمرار القلق بشأن الآثار السياسية والمالية والاقتصادية للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي. ورفع البنك الفرنسي السعر المتوقع للذهب لعام 2016 إلى 1280 دولارا للأوقية (الأونصة) من 1200 دولار للأوقية في توقعاته السابقة، وزاد السعر المتوقع لعام 2017 إلى 1300 دولار للأوقية من 1050 دولارا. ورفع البنك أيضا توقعاته لسعر الفضة لعام 2016 إلى 17 دولارا للأوقية من 16 دولارا والسعر المتوقع لعام 2017 إلى 17.50 دولار من 15 دولارا، وقال البنك في مذكرة بحثية إن سعر الذهب سيبقى أحد المستفيدين الرئيسيين، بينما ستقيد التقلبات المتزايدة واستمرار حالة عدم اليقين شهية المستثمرين للمخاطرة.