×
محافظة المنطقة الشرقية

إطلاق المرحلة الثالثة لرصد الاحتياجات السكانية بالقطيف

صورة الخبر

تملَّكني العجب والذهول وأنا أرى الاهتمام العالمي المتزايد باللغة العربية، في مقابل انصراف أبنائها عنها، وشعورهم بالنَّقص عند التحدُّث بها، بل والاستهزاء بمن يتحدث بها، والنَّظر إليه كأنَّه قادم من كوكب آخر. قارن بينهم وبين طلاب اللغات الأجنبية، والناطقين بها في الندوات والمؤتمرات، كيف يتفاخرون ويتعاظمون إلى حد الاستهبال، إذ ترى المتحدِّث يتوقف متلعثمًا باحثًا عن كلمة عربية، ليترجم بها أبسط الكلمات الإنجليزية، موحيًا أنَّه بلغ من التمكُّن من اللغة الإنجليزية ما أنساه لغته العربية!! لمثل هؤلاء أقول انظروا للدول المتقدمة تكنولوجيّا، كيف لم تتوجس خيفة من تعلُّم لغة أخرى لأنَّها بعد أن بنت حضارتها على لغتها وغرستها في نفوس أبنائها، أصبح لا يضيرها تعلم لغة أخرى، ولنأخذ كوريا الجنوبية نموذجًا. فمما لا يخفى على أحد أنَّ كوريا الجنوبية انتقلت من دولة فقيرة مُعدمة إلى عاشر دولة اقتصادية في العالم، وقد وقع اختيار وزارة التعليم العالي لديها على اللغة العربية كمادة رسمية، لتكون ضمن امتحان القبول في الجامعات بصفتها اللغة الأجنبية الثانية. وقد زاد الاهتمام باللغة العربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وإن كان الهدف الاقتصادي واردًا، غير أنَّ الهدف الثقافي والديني لا يقل عنه أهمية، فاهتمامهم يغاير اهتمامات الغرب الذي يسعى للانتقاد وتصيُّد الأخطاء واختلاقها أحيانًا، وقد صرَّح بذلك جيونج مين سيو الأستاذ بقسم الدراسات الشرق أوسطية والأفريقية في جامعة هانكوك، إذ قال: (نحن لا ندرس الثقافة العربية بهدف انتقادها والبحث عن مثالبها وتلمس عيوبها كما يفعل الآخرون، بل على النقيض من ذلك نهدف إلى زيادة فهمنا لهذه الثقافة وليس أكثر). كذلك أضاف أنَّ الكوريين متشوقون لمعرفة ثقافات جديدة غير الثقافة الأمريكية والأوروبية التي أصابهم الملل منها. بقي أن أخبرك أنَّ في كوريا الجنوبية (6) جامعات تُدَّرس اللغة العربية والدراسات الإسلامية، على رأسها جامعة هانكوك التي تم تأسيس قسم اللغة العربية بها من عام 1965م، وبه أكثر من (1000) طالب يدرسون اللغة العربية، إضافة إلى مئات الطلبة الملتحقين بالدراسات العليا. وهناك مدرسة أولسان الثانوية للغات الأجنبية التي تُعد الأولى لتعليم اللغة العربية للكوريين. كما يُوجد مركز إسلامي في العاصمة الكورية (سيئول) تم بناؤه على أرض منحتها الدولة للمسلمين الكوريين، بتبرع سخي من الدول العربية والإسلامية ممثلة في (المملكة العربية السعودية، ليبيا، الكويت، قطر، المغرب، الإمارات، ماليزيا)، ويضم المركز مدرسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتدريس القرآن الكريم واللغة العربية، كذلك أنشأ البنك الإسلامية للتنمية مدرسة ثانوية إسلامية. وهناك اهتمام متزايد بترجمة الأدب العربي إلى اللغة الكورية، وكم يأمل الكوريون في افتتاح مركز ثقافي عربي لتبادل الخبرات والثقافات، ويعولون كثيرًا على دعم السفارات، فهل ستحقق لهم السفارات العربية والإسلامية هذا الحلم، وقبل ذلك هل مازال للغة العربية خاطر عند أبنائها؟ d.najah-1375@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (49) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain