عبر رجال الأمن المصابين في حادثة التفجير الإرهابي الذي استهدفهم قرب ساحات المسجد النبوي الشريف عن اعتزازهم بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية، لهم في مركز القلب بمستشفى الملك فهد العام واطمئنانه الشخصي عليهم والسماع منهم، مؤكدين أن الكلمات التي سمعوها من سموه تدفعهم نحو مزيد من البذل لأجل الوطن العزيز لدحر شرور الفئة الضالة التي أثبتت بمحاولتها استهداف الحرم الشريف مدى الخبث والحقارة والدناءة التي تحملها أفكارها المنحرفة. عناد عايش: تمكنت من إنقاذ زميلي قبل أن تلتهمه نيران التفجير وأكدوا عقب خروجهم من المستشفى بأن الحادثة مهما بلغت شناعتها فإنها لن تفت في عضدهم ولن تثنيهم عن أداء الواجب الديني والوطني المنوط بهم، وأنهم يقدمون أرواحهم دفاعا عن التراب الطاهر ضد كل من تسول له نفسه تعكير صفو وحدتنا ولحمتنا، داعين الله عز وجل أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا وأن يديم على بلادنا النعم وفي مقدمتها المنهج الوسطي والأمن والاستقرار والرخاء. وذكر عناد عايش «وكيل رقيب منتدب من محافظة ينبع للعمل في الحرم النبوي الشريف» بأنه سمع دوي الانفجار بعد أذان المغرب وكان على سفرة الإفطار داخل مبنى الدفاع المدني الموسمي وخرج هو وأحد زملائه من المبنى للاستطلاع وسمعا أصوات المواطنين تتعالى بفزع وخوف وهم يطلبون النجدة، وذهبا إليهم مسرعين وعند الوصول أشاروا لهما باتجاه الانفجار وشاهدا تصاعد الدخان، فطلب من زميله العودة للمركز وتحريك الفرقة المستعدة بالمبنى وواصل الجري نحو الموقع وعند اقترابه من جدار مبنى الطوارئ لاحظ تناثر بعض الأشلاء البشرية فقام فورا بإبلاغ العمليات بالحادثة ووصف لهم الموقع لتحريك الفرق. وأضاف بأنه خلال وقت وجيز وصلت فرق الدفاع المدني، فدخل السور المحيط بالمبنى ووجد بعض زملائه هناك بينما الآخرين محاطين بالحريق، فحاول جهده الإنقاذ والمساعدة وتمكن من سحب أحدهم عن الحريق إلى مكان آمن ليتلقي الإسعافات الأولية وقام مع زملائه بمكافحة الحريق وحصره وعند الانتهاء من الحادث تعرض لاختناق بسبب دخان الحريق والمواد المستخدمة للتفجير وتم نقله بمركبة الهلال الأحمر لمستشفی الأنصار ثم تحويله لمستشفی الملك فهد. أما موسى المطيري، وحسام الصبحي «يتلقى العلاج من شظية في إحدى المستشفيات بالرياض» فأكدا أنهما على أهبة الاستعداد للعودة إلى ميدان الشرف باذلين روحيهما فداء للدين والوطن، وأن أرباب هذا الفكر لن يفلحوا في شق الصف أو إثارة الخوف أو استهداف الآمنين، وأكد الصبحي أن التفجير الآثم قرب الحرم النبوي الشريف يدل على مدى الحقد والكراهية التي يحملها معتنقي الإرهاب والإجرام وأن أكذوبة الدولة الإسلامية التي يحلمون بها لا تمت لديننا الإسلامي بأي صلة وأنها مجرد عصابات تسفك الدماء وتنتهج التكفير ولا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا. وقال الجنديان في قوات الطوارئ الخاصة «إن عقيدتنا الإسلامية الصافية وولاءنا وحبنا لولاة أمرنا هما سر قوتنا، وأن المجتمع بجميع أفراده وفئاته متماسك ومتعاضد أما المحاولات اليائسة التي تحدث بين وقت وآخر من قبل أصحاب الفكر الدخيل المؤتمرين بأحقاد الخارج ومخططاتهم فسينكسرون بإذن الله بصلابتنا وصدنا لهم وتجفيفهم حتى يعلنوا يأسهم وتواريهم دون رجعة».