قراءة: عبده الأسمري كثير من النكات، وندرة في الإنصات، ومشهد من الشتات، يجمع الثنائي «طارق وهيونة» في برنامج مسابقات يُعرض حالياً في شهر رمضان. فوسط كساد وابتعاد لطارق العلي عن أعمال استحوذ عليها الصف الأول من فناني الكويت، وفي ظل انشغال هيا الشعبي بالريجيم والتخييم، كان لابد من ظهور، حتى وإن كان على أعتاب الرقص أو النقص. مجموعة من الأطفال المتدربين على الإزعاج والرقص والفوضى، يقابلهم «طارق وهيونة» وتبدأ موجة الاتصالات والنكات في ساعة ثقيلة على العاقلين خفيفة على الفوضويين. تأتي الرنات.. يداعبها طارق بأغنية أو بتحية، ثم ينخرط أفراد المجموعة وكأننا وسط سوق شعبي ومسلسل كوميدي بلا أبطال وبلا عنوان. يعطي طارق إجاباته على الهواء لكل متصل حتى حدود 3000 ريال، ثم تقتنص هيونة انشغاله لتبادر برمي دفاتر الحصة «السخفية» لتملأ الصف الفوضوي. ثم تنشغل هيونة بالشراب والأكل، وما تلبث أن تطلق ضحكتها، المستوحاة من مسلسلاتها القديمة، وكأنها تثبت أنها لا تزال موجودة. ومع إيقاعات الأغاني والرقص و»الهيصة»، تتحول الحلقة إلى مشاجرات بين طارق وهيونة والصغار، الذين يقطعون البث، ويفصلون المتصل عن الاستوديو.. صراخ وتحديات بين طارق وهيونه وتفاعل مع شغب الأطفال الذين يتجولون، وكأنهم في صالون المنزل. السؤال: ماذا وجد المتابع من برنامج مسابقات له أبعاده الثقافية والعلمية وسط صخب يجني المشاهد معه الصياح والنياح ويضيع الاستيضاح والارتياح؟! الإجابات مجدولة ومجابة، والمعلومات ضائعة وسط فوضى تهز الاستوديو، وطارق وهيونة يمثلان فصولا جديدة مع أطفال البرنامج ضمن مدرسة المشاغبين واللاهثين وراء السخافة. طارق وهيونة أفقدا المسابقات لغة المنطق، وأصبغا عليها لباسا بلا عنوان، وبات البرنامج باختصار «فرد عضلات، واستعراض مهارات باهتة وغريبة ومريبة لطارق وهيونة» اللذين لابد لهما من إعادة حساباتهما، فالركض في السباق ليس مثل الكوميديا التي تدربا عليها، وسيعودان لها، والأجدى أن يمثلا الدور في مسلسل كوميدي بعيدا عن الإضحاك والاستضحاك.