النسخة: «الخطوط السعودية» لديها مناعة ضد النقد، ولا إخال جهازاً تعرض لسيل عنيف من الانتقادات مثل ما تعرضت له وعلى فترات متلاحقة ومن دون توقف. الانتقاد دليل تراجع في الخدمات أو ضعف بالمقارنة مع الخدمات المقاربة في الدول المجاورة، ومطاراتنا المحلية على صعيد الشكل والمضمون تؤكد أن هناك خللاً كبيراً لا يشاهده المعنيون بها، وفوق أنهم لا يشاهدون ذلك فهم لا يحبون أن يسمعوا أو يقارنوا أو يقولوا في أسوأ الظروف: لماذا هذا هو حال مطاراتنا؟ وقد شاع عن «الخطوط السعودية» أنها الجهاز الخدمي الذي مهما كتبت عنه فلن تجد أذناً تسمعك من باب أن حيل الله أقوى، وأن شعارها «نعتز بخدمتكم» نكتة جميلة جداً. أحيي صراحة المدير العام لـ«الخطوط السعودية» وإيمانه بالتلاعب الذي يحدث في السعة المقعدية لرحلات الطيران المحلية والدولية وما يصح تسميته «بالحجوزات الوهمية»، تلك التي تصل الجرأة بمبتكريها ومرتكبيها إلى حجب مقاعد على متن الطائرات لإتاحة مقاعد شاغرة لخدمة ركاب آخرين من ذي القربى والأصدقاء ورفقاء الهواتف الجوالة والجلساء والزبائن الدائمين لجملة «اخدم مندوبك». شكراً للمدير العام لـ«الخطوط السعودية» على شجاعته في اكتشاف اللعبة التي تحولت إلى ظاهرة، ومبادرته لبحث هذا الفساد المستتر سابقاً الظاهر حالياً، وإن كنت أرغب منه ألا يدقق كثيراً في النتائج والتوصيات، لأنها ستعمد للرحمة والتنظير والوعد بالتلافي والمعالجة والإصلاح المستقبلي، هذه التصرفات الطائشة والمشوهة لجهاز لـ«الخطوط السعودية»» لن يفرملها سوى أن يسعى بقوة للعقوبات والمحاسبة الفعلية لا الوهمية والضعيفة لمن آمن أنه الوكيل الحصري للمقاعد والمحدد الوحيد لمن يمكنه ركوبها أو شغرها. أجمل ما في هذا التوجه الاعتراف بأن هناك أخطاء كبرى ترتكب في مطاراتنا صاح منها البسطاء حتى ملوا ويأسوا، حتى ذهب بهم التفكير للرغبة في معرفة الطريق المؤدي للمقاعد الشاغرة من فساد الحجوزات الوهمية فهو أقرب الطرق لحجز قريب مؤكد، الاعتراف بالخطأ هو أول الخطى للتصحيح، وللحق فـ«الخطوط السعودية» لا يتوقف تقصيرها عند هذه الجزئية من الخلل، إنما أظل مبتهجاً بهذا التغير في التوجه واكتشاف ما كان غير مصَّدق في أذهان قياديي «الخطوط السعودية»، لكن على المدير العام أن يفتح خطاً ساخناً ذا صدى للتواصل واستقبال الشكاوى اليومية التي لا تخرج اعتباطاً، ربما لا تكون وجيهة بالكامل إنما يستحيل أن تكون كلها أيضاً مزاجية وكاذبة، وأؤكد له أن الفوضى التي تولد في الميدان بين وقت وآخر لا يمكن حلها بالبقاء في المكاتب أو عبر الخطابات السرية والعاجلة، الحضور المفاجئ والسري لسعادته أو من نوابه الكُثر في أروقة مطاراتنا المنسية سينهي مئات الشكاوى وحالات التذمر ويحسن الصورة السلبية - على رغم الجهود - عن الشيخة العزيزة «الخطوط السعودية». Alialqassmi@hotmail.com