أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبدا، تفوح رائحة «الفساد» والتلاعب بنتائج المباريات في منافسات الدوري الممتاز أو دوري الدرجة الاولى منذ زمن طويل جداً لكن «الشجاعة» كانت مفقودة لدى من يعلق «الجرس» وحتى من حاول ذلك اصطدم بأن لامكان لتعليقه!! الفساد ليس أمرا طارئا فمن الطبيعي جدا أن يتواجد في كل مكان تسانده البيئة المحيطة للتغلغل وليس الأمر مقتصراً على الاداريين فقط أو اللاعبين بل يمتد لعناصر كثيرة تشارك فيه بشكل مباشر أو بصمتها لتكون بشكل غير مباشر..!! يتحدث الكثيرون عن «الفساد» لكن المحك بتقديم الادلة الموثقة ومن ثم المسؤولية النظامية لجهة الاختصاص التي ان قصرت فيجب ان يكون هناك «لجنة» محايدة للفصل بتلك القضايا تكون كلمتها قاطعة وقراراتها مطبقة كما هو الحال بلجان الاخلاق والقيم بالاتحادات الرئيسية. اليوم أمامنا قضية تلاعب بنتيجة مباراة وربما أكثر تحقق هيئة الرياضة بتفاصيلها بشكل علني وهو التطور التاريخي لإصلاح ونظافة كرة القدم بالسعودية ربما سلبت حقوقاً كثيرة لمظاليم وقعوا ضحية عناصر فاسدة التفت مع بعضها..!! القضية بيد هيئة الرياضة ومن ثم تتوجه لاتحاد الكرة نحو اتخاذ القرار ومن الجميل ان تكون مفتاحا لتكوين لجنة الاخلاق والقيم المستقلة والمحايدة بصلاحيات تعطيها الحق بتطويق الفساد أو التلاعب أو حتى خدش المكونات الكروية أياً كان مصدره داخل اتحاد الكرة أو الأندية ليكون الجميع سواسية أمام النظام والقانون.. لابكاء ينفع على مامضى فلننتهز الفرصة لتحديث مكوناتنا القضائية والقانونية لننعم برياضة نظيفة رغم ان الفساد والفاسدين لن يتورعوا عن القيام بكل ما يمكن عندما يجدوا أي مدخل مناسب وهو مايحتم مواجهة ذلك بالشفافية التامة وفتح الباب لاستقبال المعلومات تحت غطاء « الأمن الرياضي». أيضاً تسمية الأشياء بمسمياتها ستكون القنبلة التي ستنفجر بوجه كل من يحاول التلاعب مستقبلاً فلا مجال للرحمة والرأفة لمن ارتضى ان يسلب عامداً متعمداً حق غيره فالشفافية المطلقة أولى خطوات جدار الصد المنيع للفساد وبرغم ان البعض يعارض ذلك إلا أن وزارة التجارة مثلاً تشهر بالمخالفين والمرتشين دون هوادة وتصنيف وقد اكتسبت جماهيرية وثقة اكثر من غيرها. دعونا من العواطف ولنثق ان تصرفات الأفراد لا تعكس واقع الكيانات الرياضية وعلى من اخطأ ان يتحمل رغم ان العواطف - أحياناً- تكون اقوى لكن.. آخر العلاج الكي. ننتظر العدالة فقط ونترقب البراءة أيضاً فلا أحد يحب الفساد الكروي وكلنا سننتصر في النهاية لأن «المياه عادت صافية». قبل الطبع: العدل.. أساس الحياة.