أبو ظبي: شاكر نوري يحتفل مهرجان قصر الحصن لهذا العام، الذي يستمر حتى الأول من مارس (آذار) المقبل، ببرنامج مشوق يتضمن جولات تعريفية وتثقيفية وورش عمل لتعليم الحرف التقليدية والتراثية، وعروض أداء حية، ومعارض، إضافة إلى عرض عالمي كبير تستقبله أبوظبي للمرة الأولى في الشرق الأوسط. وقد اتخذ فيه الكثير من القرارات التاريخية المهمة منذ أواخر الستينات. ويشكل مهرجان قصر الحصن مناسبة سنوية يُحتفى من خلالها بهذا الصرح التاريخي، الذي يمثل رمزا لهوية أبوظبي الأصيلة، فضلا عن تعزيز مشاركة الجمهور في برنامج ترميم قصر الحصن واطلاعهم على مسار تقدمه. يحمل قصر الحصن دلالة خاصة؛ إذ إنه يمثل حجر الأساس الذي قامت عليه العاصمة أبوظبي، ويرمز لأكثر من 250 سنة من التراث الإماراتي، والتطور الثقافي الذي تشهده الدولة. يعكس البرنامج المصمم لمهرجان قصر الحصن في دورته الثانية رؤية هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حول أهمية التراث الوطني بشقيه المادي والمعنوي. ويعد المهرجان من أبرز الفعاليات التي تؤكد التزام الهيئة الراسخ بالحفاظ على الهوية المعمارية والأثرية في أبوظبي، بالإضافة إلى سعيها لتطوير فنون الأداء، والفنون البصرية، والأدب، والشعر للاحتفاء بالهوية الإماراتية. وتشمل فعاليات المهرجان معرض قصر الحصن، الذي يتيح للزوار فرصة التعمق في تاريخ أبوظبي من خلال عرض صور ومواد مرئية ومعلومات تاريخية تسرد قصة قصر الحصن. كما يتضمن المهرجان برنامجا متنوعا يقدم في منطقة المجمع الثقافي ويحتوي على ورش عمل وعروض أدائية حية ومتنوعة، وعرض مجموعة من الأفلام التي أنتجها فنانون إماراتيون ناشئون. ويضم المجمع الثقافي أيضا منطقة فريدة من نوعها تحمل اسم «قهوة»، وهي عبارة عن مقهى يتميز بطابعه الإماراتي المعاصر، حيث يمكن للضيوف الاستمتاع بمذاق القهوة الإماراتية الأصيلة التي ستمنحهم تجربة متعددة الحواس تعكس الثقافة الإماراتية. وسيتعرف الضيوف في هذا المقهى على تاريخ القهوة، والعادات المرتبطة بها، حيث ستتوفر أنواع مختلفة من القهوة يمكن للضيوف تذوقها أو شراؤها. ومن أبرز فعاليات المهرجان استضافة العرض العالمي الأول من نوعه في المنطقة بعنوان «كفاليا في قصر الحصن»، الذي يجمع بين الفروسية والعروض الأدائية، وهو من إخراج نورمان لاتوريل، أحد مؤسسي «سيرك دوسوليه»، ويعرض فيه أكثر من 40 حصانا مدربا، ومشاركة الكثير من الفنانين الاستعراضيين. وقد قدمت فرقة كفاليا عروضها أمام أكثر من أربعة ملايين مشاهد حول العالم. ويجمع عرض «كفاليا في قصر الحصن» ما بين عرض الخيول وأداء الفنانين أمام خلفية من الصور والأضواء المتغيرة باستمرار التي تعرض على شاشة بقياس 60 مترا، لتضع المشاهدين في أجواء مذهلة. وعلى نحو مختلف عن عروض الخيول التقليدية، فإن جمهور «كفاليا في قصر الحصن» يستمتع بالاستعراض الذي يقام على منصة يبلغ عرضها 50 مترا تمنح الأحصنة القدرة على الانطلاق بأقصى سرعة لها، كما أنها تكون في بعض الأحيان محررة بشكل كامل دون أي استخدام للجام أو لرسن. يشارك في استعراض «كفاليا في قصر الحصن» 11 سلالة مختلفة من الخيول الأصيلة تتضمن الخيول العربية والإسبانية والبوني ذات الحجم الصغير. وتجري العروض تحت خيمة كبيرة تمتد على مساحة قدرها 2440 مترا مربعا، ويصل ارتفاعها إلى 35 مترا لتمنح الأحصنة مساحة واسعة لتنفيذ العروض مع المدربين والفنانين. ويحظى الزائرون في مهرجان قصر الحصن في هذا العام، وللمرة الأولى، بفرصة لإجراء جولات تعريفية داخل المبنى التاريخي تحت إشراف خبراء ومتخصصين للاطلاع على أعمال الترميم والصيانة الجارية. ويعمل فريق من أبرز المؤرخين والمهندسين المعماريين وخبراء الترميم تحت إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة من أجل إزالة الطبقة البيضاء السميكة، التي أضيفت إلى جدران القصر في ثمانينات القرن الماضي، وذلك بهدف الكشف عن الأحجار المرجانية والبحرية الأصلية التي يتكون منها المبنى. ويتعرف الزائرون من خلال الجولات داخل القصر على طبيعة الحياة في تلك المراحل من التاريخ التي تمتد عبر قرنين ونصف قرن من الزمن. ويتضمن مركز قصر الحصن معرضا تقام فيه عروض مرئية وصوتية وعروض تفاعلية، كما سيعرض جدول زمني يقدم معلومات إضافية عن تاريخ قصر الحصن منذ إنشائه أول مرة كبرج مراقبة استخدم لحماية مصادر المياه المكتشفة في أبوظبي، وانتهاء بتحوله إلى هذا المبنى التاريخي العريق. ويشتمل هذا المعرض على خمسة مواقع تقدم صورة جلية عن التحول في دور قصر الحصن عبر التاريخ، والتطور في شكل المبنى، وطبيعة الحياة في القصر، ودور القصر كمركز تراثي في أبوظبي، ودوره في تعزيز مبادرات المحافظة على التراث وأهميته الكبيرة بالنسبة لتطور هوية أبوظبي. كما سيضم المعرض أيضا مجموعة من التسجيلات الصوتية التي تروي تاريخ أبوظبي، وسيتمتع زوار المهرجان بحضور حوارات عامة عن تحول دور قصر الحصن عبر التاريخ. وتحتضن ساحة مهرجان قصر الحصن لهذا العام عروضا وأنشطة ثقافية عريقة تجسد أنماط حياة مجتمع أبوظبي.