أضحى حضور المغنيات في الدراما العربية تقليعة جديدة في السنوات الأخيرة، باتت معه البطولة التلفزيونية معيارا للتنافس بين الفنانات اللائي اقتحمن هذا السوق بقوة وتصدرن الأعمال الفنية، وفيما تتألق التونسية لطيفة في عملها كلمة سر وتحظى بنسب مشاهدة عالية صادقت من خلالها على نجاحه السينمائي في «سكوت حنصور»، ارتفع سهم المطربات الممثلات، إذ كانت المطربة المصرية أنغام أولى الحاضرات بقوة عام 2012 بصفتها بطلة لمسلسل «في غمضة عين» الذي مثلت فيه دور فتاة يتيمة وصديقتها «داليا البحيري» اللتين تبدآن حياتهما في ملجأ وتسير التحولات مع توالي حلقات المسلسل، ومن بعدها اللبنانية مريام فارس التي اختارت عام 2014 لتطل على الدراما عبر مسلسل «اتهام» الذي شاركها في بطولته حسن الرداد وعزت أبو عوف وكان النجاح حليفها بشهادة جوائز نالها في مهرجانات مختلفة. فيما لايزال مسلسل «كلام على ورق» الذي دخلت به هيفاء وهبي ساحة التلفزيون صاحب الحضور الأكثر مشاهدة، عادت معه للتحدي بعملين قويين هما «مريم» و «مولد وصاحبه غايب»، وانتهاء بالمطربة المصرية شيرين التي كانت آخر النجمات التي قدمت عملا لم يلاق ذات النجاح الذي حظيت به منافساتها، وهو ما فسر تواريها عن الساحة بعد مسلسل «طريقي» الذي كان يحكي مسيرة فنانة لم تفلت من تبعات إسقاطها على حياتها الخاصة. الناقد الفني علي فقندش قال عن هذه الظاهرة إذا دققنا في المشهد أكثر نرى أن هذه الخطوة بغض النظر عن نجاحها من فشلها ليست جديدة، فالمطربة العربية كان لها دوما في السينما والتلفزيون بغض النظر عن المقدرة والكفاءة استنادا على جماهيريتها الكبيرة التي يتم استثمارها لعامل تسويقي، وجرى ذلك منذ بدايات الفن العربي الحديث في مطلع القرن العشرين.