في رمضان من كل عام، ترتدي الفواصل الإعلانية أجمل حللها، وتتزين بأثواب مختلفة غير تقليدية، لتتهادى وسط زحمة المسلسلات والبرامج فارضةً حضورها على الشاشة، ومُقدمةً دراما متكاملة في مشهد، ومُلخِّصة رسائل عدة في ثوانٍ معدودة. وفي هذا الموسم، كان للإعلانات حضور أنيق، بعضها سَحَرَ الجمهور برسائله وأهدافه، وبعضها الآخر أبهجه بخفة ظله، أما القلة الباقية فقد استفزته بصوتها العالي والتصاق ألحانها وكلماتها في الذهن دون رحيل. سالوقا بالوقا مع سالوقا بالوقا بدأت ردود الأفعال تنهال على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت ساحة يتنفس من خلالها الجمهور، ليلقي بجام غضبه على ما يرفع ضغطه، أو يسكب عبارات الاستحسان على ما يخاطب عقله ويحترم مشاعره، أو ينهمر ضحكاً على بعض الفواصل التي تعبق بروح المرح والفكاهة. هذا الإعلان سالوقا بالوقا الخاص بالترويج لمسرحية زين الأدغال الذي طرحته شركة زين للاتصالات لا يلبث أن يُعرض حتى تجد نفسك في غابة مملوءة بالضجيج، مع ألحان صاخبة وكلمات غير مفهومة، ومشكلة هذا الإعلان تحديداً - كما أجمع المغردون - أنه يعلق في الرأس ويبقى يطرق في آذانهم كالطبل. تعليقات كثيرة رافقت هذا الإعلان، منها: كلما شاهدتُ إعلان زين الأدغال يتطاير من عيني الشرر من جراء ركاكة العبارة والأخطاء النحوية التي تسبب الجلطة.. وتعليق آخر جاء فيه: أغنية ضعيفة فنياً ومزعجة جداً والإعلان غير موفق، وجاءت إحدى التغريدات ساخرة إلى حد كبير، إذ قال صاحبها: معدل ذكائي ينقص في كل مرة أشاهد فيها هذا الإعلان، فيما وصفه أحد المغردين بظرافة بأنه عار على المجتمع. ارسم قلب وفي المقابل، سلب إعلان ارسم قلب أنظار وعقول ومشاعر المُشاهدين، إذ تجمع مؤسسة الدكتور مجدي يعقوب للقلب مجموعة من نجوم الفن والغناء وكرة القدم لتقديم أغنية مشتركة، بأصوات محمد حماقي ونيللي كريم وإسعاد يونس ودنيا سمير غانم، إضافة إلى نجوم مسرح مصر وكرة القدم، ويمتاز الإعلان بأناقته، وقدرته على نشر البهجة، واعتبره الكثيرون الأفضل في رمضان. ويهدف الإعلان إلى التبرع لمؤسسة مجدي يعقوب في شكل غنائي جميل، ويظهر فيه الدكتور مجدي يعقوب بحضوره فيه ومشاهدة الفنانين أثناء تقديمهم للأغنية.. وقد تحول الإعلان إلى حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد ساعات قليلة من عرضه، محققاً أكثر من 50 ألف مشاهدة، وتقول كلمات الأغنية ارسم قلب وضحكة على الشبابيك، مفتاح باب الدنيا قصادك ملك إيديك، افرح غنّي اسمع مني، جمّد قلبك، النور مخلوق لعينيك. خفة ظل وامتلأت الشاشات عن آخرها بالإعلانات الخفيفة الظل، وهنا تبرز إعلانات شركة أورنج حضورها، لتبث الحياة والحيوية من خلال كلماتها البسيطة المكتوبة بحس فكاهي، ومنها زحمة يا شهر زحمة.. لسة بنقول يا هادي.. بسبوسة كنافة لحمة.. أوبَّا نسيت الزبادي، والإعلان الآخر للشركة نفسها الذي خاطب الرياضيين بـبص.. شوط.. جول يا فهمي.. بص شوط جول يا لهوي، ولاقت هذه الإعلانات تعليقات إيجابية لقدرتها على رسم البسمة على وجه المُشاهد في ثوانٍ معدودة. طاقة إيجابية ولم تمر الفنانة أصالة مرور الكرام على الجمهور، فصوتها الذي تهادى على ألحان أغنية تخيل بكرة التي قدمتها لمصلحة شركة اتصالات، أخذ حظه الوافر من تعليقات الجمهور الذي تفاعل أغلبه بإيجابية معه، إذ ذكر أحدهم أن الإعلان مبهج يزوّد الجمهور بطاقة إيجابية.. وأكد آخر أن صوت أصالة إبداع، والإعلان تحفة فنية في عالم التسويق بما يحتويه من كم البهجة والتفاؤل، فيما قال آخر إن من بين كل الأعمال التي قُدمت في رمضان، ليس هناك ما ينافس إعلان اتصالات الذي غنته أصالة. سيطرة إعلانية أشاد كثيرون بإعلان ارسم قلب الذي شارك فيه النجوم دون مقابل وحث الجمهور على التبرع. وفي المقابل، عبَّر مغردون كثر عن استيائهم من المبالغ الكبيرة التي تُصرف على إعلانات لا تتجاوز مدة عرضها الدقيقة الواحدة.