شهد اليمن تطورات دراماتيكية أمس، مع تعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمواصلة قيادة البلاد، رغم كل الصعوبات والمؤامرات، حتى رفع علم الجمهورية فوق جبال مران بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين. في المقابل صعدت جماعة «أنصار الله» الحوثية بإعلان التعبئة العامة لمواجهة الرئيس اليمني. وقال هادي، في أول خطاب له منذ وصوله إلى مدينة عدن بعد فراره من قبضة الحوثيين، إن ممارسات الحوثيين لن تثنيه عن «تحملنا للمسؤولية حتى نوصل البلاد إلى بر الأمان ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبال مران في صعدة بدلا من العلم الإيراني». وأعلن هادي 4 شروط لاستئناف العملية السياسية في اليمن، وهي انسحاب الحوثيين من كل الوزارات والمؤسسات الحكومية، وسحب العناصر المسلحة من صنعاء والمدن الأخرى، وإعادة الأسلحة المستولى عليها إلى المؤسسة العسكرية، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وتنفيذ استحقاقات المبادرة الخليجية. في المقابل، احتج الحوثيون لدى جامعة الدول العربية بعد دعوتها هادي للمشاركة في قمة شرم الشيخ المقررة أواخر الشهر الحالي، كما أعلنوا «التعبئة العامة» في صفوف القوات المسلحة والأمن بسبب «حالة الحرب» في اليمن. جاء ذلك بينما أرسل الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أمس، تعزيزات عسكرية إلى محافظة تعز، في وقت شهدت فيه محافظة لحج الجنوبية انفلاتا أمنيا غير مسبوق. في سياق متصل، عقد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، في الرياض أمس، اجتماعا ضم ولي عهد البحرين، وولي عهد أبوظبي، ورئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الكويت، لبحث مستجدات الأحداث في اليمن. وحذر اللقاء من انزلاق اليمن في «نفق مظلم ستترتب عليه عواقب وخيمة، ليس على اليمن فحسب بل على الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم والأمن الدوليين». وأكد المجتمعون مواقف القادة الخليجيين الداعمة للشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس هادي، واستعدادهم لبذل كل الجهود لدعم أمن اليمن واستقراره، إذ إن «أمن دول مجلس التعاون وأمن اليمن هو كل لا يتجزأ». كما أكد الاجتماع أهمية الاستعجال في عقد مؤتمر الحوار في الرياض.