ما هو السبب الرئيس الذي من أجله أُخرج عمار الكوفي من «آراب آيدول» في حلقته الأخيرة؟ اعترض البعض متسائلين على مواقع التواصل الاجتماعي. كان يجب الذهاب إلى موقع «أم بي سي» ومشاهدة البرنامج لمعرفة أنه لم يخرج وحده فقد رافقه المصري. ولكن يبدو أن إخراج «العراقي»، هكذا قدمته القناة، هو الذي أثار الغضب. لا ريب أن صوته جميل، نؤكد هذا ونضيف أنه آت من تراث موسيقي غني، فالموسيقى الكردية أثرت الموسيقى العربية بإيقاعاتها ونغماتها من حيث لا يدري كثيرون للأسف. في الرسائل النصية التي أرسلت للبرنامج وعلى الفايسبوك، وباستثناء الشتائم، نُعت البرنامج بأنه تافه (لماذا إذا يشاهدونه؟! هذه قضية أخرى) ومفبرك. لا اعتراض على الصفتين فالجمهور حرّ في نظرته. كما اتهم البرنامج بعدم مصداقية التصويت الذي جاء «مفاجئاً على للجمهور وللجنة» (من صوّت إذاً؟!)، وبأنه يختار على أساس الجنسية وقد جاء دور الخليجي ولذلك سيفوز السعودي في النهائيات، واتهم العرب بالعنصرية لأنهم لن ينجّحوا كردياً. السؤال هنا عن عمل اللجنة طالما هي لم تساهم بالتصويت، كما لم تساهم بالتعليق! فأعضائها قالوا بأسلوب تمثيلي (على رغم أنهم مغنون): لا تعليق. ولعلهم يخشون على شعبيتهم في مصر إن خسر المصري وفي كردستان إن خسر الكردي وهكذا، فيجدون في الانسحاب من التعليق طريق النجاة. لن نتطرق إلى «آراب آيدول»، الذي لا يعدو أن يكون برنامجاً استهلاكياً ودعاية للشركة المنتجة، ولن نشير إلى عقود الاحتكار الإجباري والشروط المستحيلة المفروضة على الناجحين في ما بعد بحسب فائز سعودي سابق (راجع لقاء قناة النادي مع فارس المدني)، بل سنكتفي بملاحظة حوله تتمثل في تعليقات مقدميه وعدم إدراكهم ما يرددونه من عبارات مثل «وللتخفيف عن المشتركين الخمسة في الظروف الصعبة ذهبوا لزيارة... مركز معالجة السرطان للأطفال»! هل أدرك المقدم حقاً ما تلفظ به؟ القضية هنا هي في إدخال الهوية في برامج من هذا النوع وسيطرة الفكر الإقليمي الضيق على الجمهور. فالفلسطينيون يصوتون للفلسطيني، والأكراد للكردي والسوريون للسوري وهكذا... لا تصويت للصوت بل لجنسية صاحبه، يتهمون البرنامج بهذا ولكنهم يفعلون ما يتهمونه به! لماذا مثلاً يشجع هؤلاء الكردي فقط؟ وكأن الكردي أو الفلسطيني أو المصري أو السعودي يمثل بلده، فيما هو في الحقيقة لا يمثل إلا نفسه. يمكن لكل قطر «عربي» أو «جركسي» أو «كردي» أو «آشوري» أو...، أن ينظم مسابقته الخاصة، وهكذا يصوّت كل شعب لنفسه وقد ينتبه حينها الجمهور أكثر للغناء. أو ربما ستبرز عندها اعتبارات أخرى، فهذا من قبيلتنا وذاك من عشيرتنا والتالي من مدينتنا والآخر من حينا. يثير «محبوب العرب» الانتماء «العشائري» الضيق على نحو لا يطاق، أما فكرته كجامع لسكان المنطقة، فيبدو أنها شلت هي أيضاً.