عواصم - وكالات - وافق قادة الدول الـ27 الاعضاء الأخرى في الاتحاد الاوروبي، على منح بريطانيا مهلة قبل إطلاق آلية الخروج رسمياً، مع التشديد على انهم لن يقبلوا الانتظار «طيلة أشهر». جاء ذلك في ختام اجتماع عقده القادة الاوروبيون أمس، في بروكسيل، عقد للمرة الاولى من دون مشاركة لندن، حيث تغيّب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، رغم أنه شارك في اليوم الأول من المحادثات، أول من أمس. من ناحيته، أعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك أن قادة دول وحكومات الاتحاد يقرون بضرورة «إعطاء الوقت لعودة الهدوء». وأوضح ان عملية «خروج بريطانيا بشكل منظم من الاتحاد ستصب في مصلحتها ومصلحة الجميع»، مردفاً ان رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون تعهد باتخاذ قرار تفعيل المادة (50) من معاهدة لشبونة لبدء فك الارتباط مع الاتحاد من قبل القيادة الجديدة في بريطانيا. من جهته، شدد رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر على ان تبدأ لندن «بأسرع وقت ممكن» آلية خروجها من الاتحاد، مضيفاً أنه يتفهّم حاجة رئيس الوزراء البريطاني الى وقت للشروع في عملية الطلاق مع الاتحاد، لكنه شدد أن «ليس لدينا أشهرا للتأمل». وأوضح: «أتفهم حاجة ديفيد كاميرون إلى الوقت»، ولكن «نريد أن يتم تطبيق المادة 50 (الشروع في اجراءات الانسحاب) في أسرع وقت ممكن. يجب تسريع العملية، ليس لدينا أشهرا للتأمل، يجب أن نتحرك». ولم يتراجع كاميرون عن موقفه حول هذه النقطة، وكرر انه سيترك لخلفه مهمة تطبيق «بند الخروج» في اشارة الى المادة 50 من معاهدة لشبونة. وكرر كاميرون التأكيد على ان «قرار تطبيق المادة 50 يعود الى الحكومة المقبلة بعد ان تحدد الهدف الذي تريد تحقيقه». وفي مشاركته الاخيرة في قمة اوروبية، اضطر كاميرون الى شرح هزيمته المؤلمة في الاستفتاء الذي اجري في 23 الجاري، وصوت فيه 52 في المئة من البريطانيين على الخروج من الاتحاد. ودافع كاميرون عن قراره اجراء الاستفتاء: «انا اسف للنتيجة بالطبع لكنني لست نادما على تنظيم الاستفتاء لانه كان الامر الصواب». ولفت إلى أنه يشعر بالأسف لخسارته استفتاء بريطانيا على عضوية الاتحاد، لكنه سيعمل مع خليفته للتأكد من أن بلاده ترتبط بعلاقات وثيقة مع التكتل، مردفاً:»كنت أتمنى الفوز في الاستفتاء... أشعر بالحزن لذلك.لكن ما يشغلني هو أن تقيم بريطانيا علاقة سليمة مع أوروبا».وأكد رئيس الوزراء البريطاني لنظرائه الأوروبيين أن إصلاح قوانين حرية التنقل للأشخاص في أوروبا يعتبر»مفتاح» العلاقات بين الاتحاد وبريطانيا بعد خروجها. وأمس، دعا كاميرون رئيس «حزب العمال» المعارض جيريمي كوربين الى الاستقالة امام نواب برلمان ويستمينستر. وقال لكوربين خلال جلسة توجيه الاسئلة لرئيس الوزراء في البرلمان في لندن: «قد يكون لصالح حزبي ان يبقى، (لكنه) ليس في مصلحة البلاد واود ان اقول، بحق السماء ارحل يا رجل». وصوت نواب «العمال» بحجب الثقة عن كوربين بغالبية 172 صوتا معارضا، لكن كوربين رفض الاستقالة، علما ان كاميرون نفسه اعلن استقالته. بدوره، أفاد زعيم «حزب الاستقلال» البريطاني نايجل فاراج، القيادي في حملة الاستفتاء الناجحة لخروج بريطانيا من الاتحاد، إنه لن يتخلّى عن مقعده في البرلمان الأوروبي. وتابع أن «البرلمان الأوروبي سيكون له رأي في إطار النقاش بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، وأنا أقود أكبر وفد بريطاني في البرلمان الأوروبي، ولن أهرب». وفي الداخل البريطاني، تجمّع أكثر من ألف محتج في ساحة الطرف الأغر وسط لندن، إظهارا لمعارضتهم خروج بلادهم من الاتحاد، بعد إلغاء تظاهرة أخرى كانت مزمعة في وقت سابق، لدواعي السلامة، نظرا لرغبة عدد كبير من الناس في المشاركة بها. كما اتخذ نائبان عن»حزب العمال» المعارض خطوات لتنظيم استفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد، قائلين إنه ينبغي منح البريطانيين فرصة للموافقة أو رفض خطة الخروج قبل بدء المفاوضات الرسمية.