من استباح لنفسه ما لا حق له فيه فقد ظلم نفسه بتعديه على الحق العام!! ولئن غفلت الجهات المسؤولة أو الناس عن ذلك التعدي بعض حين من الزمن، فإن لله جنودا من عسل يظهرون الحق وإن طال الزمن. من ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما نشرته «عكاظ» بتاريخ 24/2/1436هـ وقد جاء فيه: أمرت جهات عليا لجنة التعديات في إمارة منطقة مكة المكرمة بالتحرك العاجل لاستعادة نحو 50 مليون متر مربع من قبضة هوامير الأراضي وتسليمها لوزارة الإسكان؛ للبدء في مشاريع سكنية بالمنطقة بعد أن استعانت الوزارة بالمقام السامي لتخليص تلك المواقع من الاعتداءات التي حالت دون البدء في مشاريعها. وتحركت لجنة التعديات وحماية الأراضي في إمارة منطقة مكة المكرمة فور تلقيها التعليمات من تلك الجهات للبدء في استعادة كافة المواقع في المنطقة وتسليمها رسميا لوزارة الإسكان. وليس هذا فحسب بل إن «عكاظ» – أيضا – نشرت من قبل بتاريخ الأحد 22/2/1436هـ خبرا جاء في مطلعه: استولى أحد المواطنين منذ 9 سنوات على حديقة عامة في حي النخيل شرق جدة، تقدر مساحتها بأكثر من 6 آلاف متر وقيمتها أكثر من 18 مليون ريال، فيما يطالب أهالي حي النخيل بتشكيل لجنة عاجلة لتكون الحديقة متنفسا طبيعيا لسكان المنطقة. في الوقت الذي وجد فيه المواطنون بعد فترة بيتا جاهزا ثم تطور الأمر إلى أسوار من الزنك والبلوك. الغريب.. أو المضحك المبكي أن المتحدث باسم أمانة محافظة جدة يقول: إن القضية منظورة في الشرع ومع تقديرنا للشرع وما يحكم به إلا أنه إذا كانت الأمانة واضح لديها الاعتداء على حديقة في مخططاتها فما الذي يمنعها من إزالة التعدي؟! ويأتي من بعد هذا وذاك ما هو أدهى وأمر فيما نشرته «الرياض» بعدد يوم الأحد 22/2/1436هـ تحت عنوان (استغل منصبه الرفيع للإثراء غير المشروع) ما نصه: أحالت وزارة العدل الأسبوع الفائت لمحكمة الاستئناف صكا يعود لأحد كبار المسؤولين السابقين، تم تطبيقه على إحدى الحدائق بقرار تنفيذي منه لنفسه، حيث كان رئيسا لإحدى أهم الجهات التنفيذية ذات العلاقة، وتم رصد الصك الذي مثل مخالفة كبيرة لأنظمة الدولة وتعديا على الحق العام. إنه لأمر عجيب أن يتجاهل المسؤول قدر خيانة الأمانة ويحتل ما حرمه الله عليه. السطر الأخير: تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديع لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع عكاظ