×
محافظة المنطقة الشرقية

العراق يعلن القضاء على عشرات الجهاديين في ضربات جوية في محيط الفلوجة

صورة الخبر

حينما تكافأ الأم تقطيعا بالسكين ممن حملته وهنًا على وهن، من أنشئت خلاياه وجسده من دمها ثم حضنته وأرضعته وحمته، حينما يحدث مثل ذلك في مجتمع ما فإن خللا مدمرا يعاني منه هذا المجتمع!. وعليه فإن على كل من يضم في منزله شاذا فكريا أن يضع رصاصات أو سلاحه الأبيض في جيبه أو بجانب وسادته، ويستدعي كل الاحتياطات التي تجعله في مأمن من بعض من يعيش معهم ويخشى أن يطاله القتل أو الضرر منهم. لا تسرفوا في التهكم على ما كتبته أعلاه فمن الصعب علينا أن نستوعب ما حدث لأنه تجاوز حدود المعقول، فهو لم يحدث عند الحيوان ولا حتى الحشرات، وفي الاخيرة قد تقتل الأنثى ذكرها والعكس كسلوك قائم لانواع من الحشرات، لكن لم يخبرنا العلماء عن الجنين لأحد أبويه حشرة أو حيوانا.. ما يحدث عندنا ليس خاصا بتقطيع اشلاء الأم او قتل الأب من أحد الابناء، بل هو تفجير خطير للعقل وصعوبة قبوله لمثل ذلك. لن نستوعب ولن نستطيع، فهل ما يحدث نوع من السحر أو حتى التنويم المغناطيسي بحيث من يقوم به لا يدرك أو حتى لا يعي ما يقوم به. عجزنا عن استيعاب ذلك لأنه تجاوز حدود العقل، وان كان الموجهون لفعل ذلك في الخارج فنحسب أنهم لن يقوموا بذلك وحدهم، ولا بد أن يكون لهم اعوان من الداخل ممن هم يشبهوننا فكرا ولسانا وجنسية، ممن يغسلون الادمغة ويمسحون الذاكرة وينتزعون العاطفة بواسطة احاديث وتفسيرات لآيات كلها مختلقة، لأنه من المستحيل أن يسيء الابن لوالديه فكيف بقتلهما أو أحدهما، فلم يكن الدين العظيم قد أشار ولو تلميحا أو بمعنى مختلف لذلك، بل ليست ثقافة سبق أن مرت على هذه البلاد واسترجعناها. لن أخطو بعيداً في القراءة والتحليل في من يقف وراء الأمر والعقل الذي يتجاوز المعقول في كيفية الاقناع بقتل أحد الوالدين، ولن أتجرأ على اصحاب الرأي والخبرة في جمع المعلومات وتفسير ما حدث على قدرة الارهاب على غسل العقول، فليس امامي الا أن اشاهدها واقرأها من منطق انساني لاستعجب من أمر لم تبلغه الحيوانات ولا الحشرات، كيف ينتشر عندنا وفق حجج دينية مدمرة لا يقبلها الله ولا رسوله، فهل انعدمت فينا الانسانية لنبلغ ما بلغناه. قد يكون القتل لدوافع اجرامية ارهابية جزءا من منظومة الفتنة، لكن قتل ابن لأمه مهما كان اختلافه معها.. ماذا نسميه؟! بل ما الاهداف الرئيسة لفعل مثل ذلك؟، وهل اللعبة أكبر ولا نفهم ابعادها؟، لأن العقل لن يجد جوابا أبدا مهما اجتهد ليفسر كيف تنتزع الرحمة من قلب ابن ليستل سكينه ويمزق جسد أمه. حادثة هيلة العريني رحمها الله دليل على ثقافتنا التي سقطت في وحل الفكر المتخلف المدمر، كشفت لنا جليا أن في مجتمعنا ارهابيين يشاهدوننا ولا نشاهدهم، يعبثون ببعض ابنائنا دون أن نعرف هويتهم، يتخفّون بشخصية المتدين الورع.. نريد أن نعرفهم نقتلعهم.. لكن كيف يتسنى لنا ذلك وصعوبات تحيط بنا ونحن نريد انتزاع جذور هذا الفكر المدمر واصحابه.. صعوبات تأتي من اقناع بعض المنتمين لنا مثلنا يرفضون القتل والتدمير لكنهم متمسكون ببعض مناهج وافكار قد تفتح مسارب لاولئك المُدمرين، فكيف نقنع اولئك البعض بأن هذا سيدمرهم ايضا؟!.