أطلقت مجموعتان معنيتان بالصحة العامة وحماية البيئة في الصين، هذا الأسبوع، حملة إعلامية لتشجيع المستهلكين في الصين على تناول كميات أقل من اللحوم، كوسيلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. وجندت جمعيتا التغذية الصينية ووايد ايد تشاينا نجوم سينما صينيين، وشخصيات هوليوودية لتظهر على لوحات إعلانية وأشرطة فيديو خاصة بهذه الحملة. ومن بين هذه الشخصيات مخرج فيلم «تايتانيك»، جيمس كاميرون، والممثل الشهير، أرنولد شوارزنيغر، اللذان يحظيان بشعبية كبيرة في الصين. ويقول كاميرون في أحد هذه الكليبات «تحرك الصين لخفض استهلاك اللحوم إلى النصف، لن يكون له تأثير كبير في الصحة العامة فقط، وإنما هو أيضاً خطوة قيادية هائلة نحو الحد بشكل كبير من انبعاثات الكربون». ويستهلك الصينيون نحو 80 مليون طن من اللحوم سنوياً، أي أكثر من ضعف الكمية المستهلكة في الولايات المتحدة، وفقاً لتقرير أصدرته عام 2013 جمعية كاليفورنيا للبيئة. ويرتفع استهلاك اللحوم كلما ازداد الصينيون ثراء، وقدرة على شراء الوجبات الغذائية الأكثر تنوعاً، حيث من المتوقع أن تستهلك الصين بحلول عام 2030 ما يقرب من 130 مليون طن. • الصينيون يستهلكون نحو 80 مليون طن من اللحوم سنوياً، ويرتفع استهلاكهم من اللحوم كلما ازدادوا ثراء، ومن المتوقع أن تستهلك الصين بحلول عام 2030 ما يقرب من 130 مليون طن. وهذا الاستهلاك الكبير للحوم من شأنه أن يفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري حيث إن الحيوانات، خصوصاً الماشية، تطلق غاز الميثان، عندما تتجشأ وعندما تخرج الغازات من بطونها، وهذا بدوره يزيد من حرارة الجو مرات عدة أكثر من تأثر غاز ثاني أكسيد الكربون. ويعتقد نشطاء المناخ أن الصين اذا تمكنت من تقليل إنتاج واستهلاك اللحوم إلى حد كبير يمكن أن تسهم إسهاماً كبيراً في معالجة هذه الظاهرة. إلا أن هناك أسباباً تدعو إلى الشك من أن سكان الصين على استعداد لخفض استهلاكهم من اللحوم. والصين مثلها مثل الدول الأخرى، لديها ارتباط ثقافي قوي بأكل اللحوم، خصوصاً لحم الخنزير، وتحافظ الصين على احتياط استراتيجي من لحم الخنزير لحمايتها من تقلبات أسعار هذه المواد الغذائية. وفي حين أن السكان كانوا يتناولون القليل من اللحم أثناء الحروب والمجاعات في أربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي، ارتفع الاستهلاك بشكل كبير في العقود الأخيرة، حيث تستهلك الصين الآن 28% من الاستهلاك العالمي للحوم، و50% من استهلاك العالم من لحم الخنزير. ولمواكبة الطلب على اللحوم، تشتري الشركات الصينية مزارع حيوانات في الولايات المتحدة وأستراليا لتوفير العلف لصناعة الثروة الحيوانية في البلاد. وفي أواخر 2013 اشترت شركة شانغهاي الصينية، شركة سميثفيلد فودز الأميركية، وهي أكبر شركة أميركية منتجة للحوم الخنازير، بأكثر من أربعة مليارات دولار. ويعتقد بعض الخبراء انه من الصعب على الصين الكف من التوسع الخارجي للحصول على اللحوم، بسبب محدودية إنتاج اللحوم في الصين، كما يقول خبير التجارة في جامعة جورج تاون في واشنطن، جيريمي هافت، لأن مجموع الأراضي الصالحة للزراعة في الصين يبلغ مساحته مثل مساحة ولاية تكساس. ويأمل قادة جمعيتا التغذية الصينية ووايد ايد تشاينا أن تدفع الرسائل التي تطلقها الحملات الإعلانية المستهلكين الصينيين، حتى الحكومة، للحد من أكل اللحوم في البلاد. حيث إن الصين لا ترغب في أن تصبح أكثر اعتماداً على دول أخرى في ما يتعلق بشأن المنتجات الغذائية. وفي الوقت نفسه، فإن السمنة، وهي من الأمراض المتعلقة بالنظم الغذائية غير الصحية، آخذة في الارتفاع في هذا البلد الآسيوي. ويقول رئيس جمعية التغذية الصينية، يانغ يوكسين في بيان له «إن استهلاك اللحوم يتزايد عاماً بعد عام، وتؤكد الكثير من الأدلة أن الاستهلاك المفرط للحوم على المدى الطويل، خصوصاً اللحوم المصنعة، له آثار سلبية في الجسم، ويؤثر في صحتنا على المدى الطويل». وفي مايو، أصدرت جمعية التغذية الصينية إرشادات غذائية جديدة تحث الناس على تناول المزيد من الخضراوات ومنتجات الألبان، وكمية أقل من اللحوم. لكن على الرغم من أن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم أقر على ما يبدو بهذه النصيحة، لكنها لم تجتذب اهتماماً كبيراً من وسائل الإعلام الرسمية. وإذا اتبع الصينيون هذه النصائح، فإن انبعاث الغازات الدفيئة الزراعية في العالم سينخفض بنسبة 12%، وفقاً لجمعية وايلد ايد الصينية.