×
محافظة المنطقة الشرقية

التحقيق في حريق بمركبة بالقرب من مركز شرطة صفوى بالقطيف

صورة الخبر

شهدت الفنون الإسلامية في عهد الدولة المرابطية تطوراً كبيراً وأصبح لها طابعها الخاص والمتميز، إلا أن ما وصل من آثار المرابطين نادر وقليل جداً، وتعتبر مساجد تلمسان وندرومة، والمسجد الكبير في العاصمة الجزائرية أحد أهم الآثار المرابطية الماثلة حتى اليوم. تتصف جميع المساجد المرابطية بنفس التنظيم المعماري، فعلى خلاف مسجد القرويين، تتعامد البلاطات فيها مع جدار القبلة، كما تنفتح دائماً على صحن في شكل أروقة جانبية تؤطر ساحة واسعة، أما قاعات الصلاة، فتنتظم على شكل مستطيل بأبعاد متفاوتة. يقع الجامع الكبير في الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة الجزائر في منطقة القصبة التاريخية بالقرب من الميناء، وقد أمر ببنائه يوسف بن تاشفين أول أمراء المرابطين في سنة 490 ه/ 1097 م، وهو التاريخ المسجل على منبره، وقد أعيد ترميم هذا الجامع مراراً عدة على طول تاريخه. بيت صلاة الجامع الكبير يتألف من إحدى عشرة بلاطة وخمسة أساكيب، وتحيط بالصحن ثلاث مجنبات يتألف كل منها من ثلاثة أروقة، أما المجنبة الخلفية فتتألف من رواق واحد، وعقود المسجد تقوم على دعائم حجرية، أما عقود الأروقة المؤدية إلى جدار القبلة فمدببة منفوخة، في حين أن عقود الأساكيب الموازية لجدار القبلة مصممة على هيئة حدوة الفرس، وفصوص هذه العقود متعددة ومثقلة بالزخارف. وكل جدران العقود مزينة بالزخارف المتداخلة المتشابكة، وهذا الطراز من الزخارف يعتبر من أكبر الميادين التي تفوّق فيها الفنانون المغاربة بما أبدعوا من زخارف دقيقة، سواء كانت محفورة على الخشب أو الحجر أو الجص. بني المسجد الكبير في شكل مستطيل قليل الارتفاع مغطى بسقوف منحدرة ممزوجة من القرميد الأحمر على شكل ثنيات عددها إحدى عشرة ثنية، وتحيط بصحن المسجد أروقة تعد امتداداً لبلاطات قاعة الصلاة، وقد زينت البلاطة المحورية الأكثر اتساعاً فيها، بعقود مفصصة محاطة بشرائط متشابكة وهي تؤدي إلى المحراب، بجانبي المحراب ينفتح بابان يؤديان إلى غرف صغيرة ومستطيلة واحدة ما زالت تحتفظ على الأرض بنظام سكة حديد بارعة، كانت تقوم بتحريك وسحب منبر ذي عجلات إلى قاعة الصلاة. يتكوّن منبر الجامع من سبع درجات تربطهما عارضتان جانبيتان ذواتا شكل مخمس الزوايا، وتزينهما ألواح مزخرفة تتخذ شكل مثلثات ومربعات منحرفة، وفي مدخل الدرج يوجد إطار عال ومستطيل ينفتح بواسطة قوس متجاور ومنكسر وفي جنباته عقدان متراكبان. على السور المحيط بالجامع يوجد عدة مداخل، أهمها المدخلان الرئيسيان، واللذان ينفتح أحدهما مباشرة على فناء المسجد والآخر بمحاذاته، إضافة إلى بابين آخرين يخترقان جدار القبلة أحدهما على اليمين ويمثل مدخل قاعة الصلاة والآخر يمثل مدخلا إلى مقصورة الإمام. وتقع المئذنة في الزاوية الشمالية الشرقية، وتتخلل واجهاتها كوات مستطيلة ذات عقود مفصصة مسدودة وغطاء من الزليج الأبيض والأزرق، وفي الجهة الشمالية الغربية للمسجد والمطلة على شارع المرابطين وفوق أرضية من بلاط السيراميك الأزرق والأبيض يمتد رواق من الأعمدة الرخامية ذات تيجان مزينة بزخارف نباتية، وتنتهي الأعمدة الرخامية بأقواس متعددة الفصوص، زُين أعلاها بشرفات مسننة الشكل.