ابنتي تغيَّرت معي ابنتي تغيَّرت معاملتها معي وهي متزوجة وأم لخمسة أولاد، أصبحت لا تهتم بكوني راضية عنها وتتلفظ بألفاظ لم أُربها عليها، أشعر أنني أخسرها، جرحتني مراراً والمشكلة أنها تظن بأنها تتصرف بشكل صحيح وأنني التي تغيَّرت معها، لا أعرف كيف أعاملها علماً أنها تسكن في بيت مستقل عني، لكنها لا تزورني وأنا لا أقبل أخذ المال منها لكنها دائماً تمُنُّ عليَّ بأنها أعطتني وقدمت لي، لا أعرف في الحقيقة كيف أصوبها وأعيد لها رشدها، وقد أثرت تصرفاتها على أبنائها فتوقفوا عن التواصل معي؟ - البرُّ قيمة إنسانية متبادلة بين الآباء والأبناء، يبدأ به الآباء فيتشرَّبه الأبناء ويتعلمونه، يبدو لي أن المشكلة الحقيقية تكمن في التواصل بينكم، فربَّما أنك لا تنظرين لنفسك كمقصرة وهي كذلك. لو كانت البنت هي السائلة لقلت لها ألا تتعامل بندية مع الوالدة فحقوق الآباء واجبة بصرف النظر عن سلوكهم ومشاعرهم. العتاب مصفاة للقلوب ولكن بعضهم يجعله مضيعة للحب والتفاهم وطالما أنك متألمة ومدركة لجفاء ابنتك وتغيّرها فعليك البحث عن المدخل المناسب للتعامل معها، وعليك إشعار هذه الفتاة بحاجتك المعنوية البحتة لها لا المادية، بل بادري بتقديم محبوبات نفسها لها من غير مبالغة مع الحفاظ على كونك أمَّاً لها حقوقُها الشرعية. حاولي إن لزم الأمر إدخال أحد الأشخاص لتقريب المسافات بينكما كالابن أو الزوج أو الخال أو الخالة أو العم، المهم أن يكون شخصاً تثق به الفتاة وتتقبل منه وبشكل غير مباشر، تواصلي مع أبنائها للاطمئنان عليهم. الاستغناء غير وارد في العلاقة بينكما ولكن يبدو أن في النفوس عوالق وشوائب لابد من معالجتها بالحوار الناضج لا الانفعالي والبعيد عن العتاب وتصفية الحساب.