سورية تتدثر بالبرد وبالأحلام الباهتة، الليل يدق بقوة عليها التمرد، ويهيل على أحلامها بقايا الرماد، لا القمر أضاء المدائن، ولا الطير غنى تراتيله، ولا الشمس بانت عليها أو زانت، وحتى الوردة لم تعد قادرة على أن تنبت على قطرة الماء المصفى، أو تعانق الغيمة بقايا الكبرياء، الموت على ضفاف سورية أشلاء تتبع أشلاء، والدماء مثل نهر وزخات مطر، ومشهد الجنائز يسقط من العين رؤاها، ويوطن الصدر الضجر.