أحداث العالم العربي ساخرة ومتكررة.. ربما الأكثرية لا يعون أحداث ما يتكرر بين زمن وزمن وهو دموي صاخب يوحي بأن العالم العربي يأخذ نفسه من واقع توقّف إلى واقع انطلاق مخيف، ثم وعبر أبسط الأحداث وأسرعها مروراً يأتي إثبات أنه لم يكن هناك انطلاق ولا أي مظاهر تطور.. كل الذي يحدث أن الجهل يكرر ذاته.. أن الأمية العقلية الشاملة تستعيد مظاهر التغييرات بأسماء مختلفة.. بل متباعدة المضمون.. هنا أنت كمواطن لا تدين قياديين فقط لم يجيدوا إيضاحاً واقعياً عبر ممارسة واقعية، وفي نفس الوقت لا تدين الحضور الديني المفتعل الذي غاب مؤقتاً بعد أن فشلوا في استعمال شعاره السياسي الذي لم يكن له وجود تاريخي ليس كدين وإنما بما كانوا عليه من أخطاء في مضامينه أو في نوعية ممارسات التصرف.. إن الإدانة لأكثريات مجتمعات نائمة.. عُد إلى الماضي وتبين بوضوح علاقة العرب بصفة عامة بما كانوا يفرضونه من اضطرابات ومهمات قتل عبر أحداث لم تقدم عبر وجهات نظر وإنما عبر فرض إرادة سيادة.. في حدود العام الخمسين الماضي كان الانطلاق قوياً وحاسماً وراء شعارات ثورية تنادي ب«الحرية والديموقراطية» في أكثر من بلد عربي.. مثلما هو الحال الآن.. ومرّت السنوات دون أن تكون هناك قدرة رأي تستوضح كيف ستكون الحرية والديموقراطية، ثم انتهت تلك الانطلاقات إلى فشل شامل بما نجده من اختفاء تام في أكثر من سبع عواصم عربية.. ونرى الآن - بل وقبل سنوات قليلة - وجود منطلقات عنيفة اعتمدت أكثريّتها على استخدام شعارات الإسلام باسم داعش أو النصرة أو الإخوان أو حزب الله أو الحوثيين وكذا القاعدة في كل من اليمن والعراق.. إسلام مقسم وراء طموحات جهل ذي خصوصية بالرغبة في الوصول إلى تخلّف يوفّر العزلة حضارياً وثقافياً عن أي معاصرة واعية، لا أبرهن.. ولا أدعي.. عندما أقول إن مجتمع المملكة الذي بدأ منذ ما لا يقل عن مئة عام في عصر آنذاك كان مستوى التعليم محدوداً للغاية وانطلق حتى وصل حالياً إلى أعلى وجود تعليمي وثقافي واقتصادي وتنوّع علاقات مصالح دولية عامة.. بهذا الاستقرار استطاع أن يفعل ذلك لذاته، وبانفراده عربياً بهذا الاستقرار استطاع وبشواهد ما مرّت به أجياله من استقرار وقابلية واعية لمساندة منطلقات التطوير.. بهذا الانفراد استطاع أن يكون المجتمع العربي الوحيد الذي تمكّن من حماية ذاته بعد أن طوّر قدرات هذه الذات وأن يمارس الإسلام وهو عبادة وليس وسيلة خلافات أو عداوات.. عُد إلى طبيعة تطوّر حياة المرأة هنا التي أصبحت في مواقع المقدمة الاجتماعية.. إلى تعدد أسماء الشباب الذين نالوا جوائز تقدير دولية لأنهم في دراستهم قدموا شواهد تفوّقهم.. تابع مسميات التطوير لرفع القدرات الذاتية بين المواطنين لمنطلقات معيشة وبين المواطنين كمنطلقات تقدم اقتصادية متنوعة.. سر في أسواق مدنك الكبرى وقابلها بما عند غير بلادك من مواقع بيع وشراء.. نسب مجموعات التواجد الغذائي والعلاجي الذي لا تتوفر شموليته في دولة عربية أخرى.. هذا هو توثيقنا لطبيعة ذاتنا بما هو مؤكد وراسخ في واقع ممارسات منطلقات قدرات حياتنا..