يصمت الجميع ومن بينهم الولايات المتحدة وأوروبا ” الديموقراطية ” – إلا من تشجيع أوباما على حق إسرائيل في الحفاظ على أمنها بعض النظر عن عربدتها المستمرة في المنطقة ، وذلك بضرب الدولة السورية كدولة فسكت دهرا ونطق كفرا – لأكثر من سنتين على جرائم بشار وعصابته في قتل السوريين والتنكيل بهم عندما عجز كل هؤلاء في إيجاد أحد من المعارضة السورية ليتعاون معهم فيما بعد انتهاء حقبة بشار ، وذلك على أساس الحفاظ على أمن إسرائيل أولا والحفاظ على كل مصالح الغرب ثانيا دون الأخذ بعين الاعتبار أي من مصالح الشعب السوري ناهيك عن مصالح الشعوب العربية المجاورة في هذه الثورة.. ولم تعر اهتمام أبدا لما قامت له هذه الثورة وأهدافها ، ولا لأكثر من مائة ألف شهيد وأكثر من ضعفهم من الجرحى ومثلهم أو أكثر من المعتقلين وملايين المشردين والذين يتاجر بهم الكثيرون فلا أحد من المعارضة يستطيع أن يقدم لهم تلك الضمانات ولو رغب بذلك ، لأنه من المؤكد سيحرق سياسيا في عيون السوريين ولن يرض به أحد قائدا أو سياسيا ذو تأثير ، ففضل هؤلاء ترك يد بشار طليقة تفعل ماتفعله بالشعب السوري فأعطت كل الاشارات المطلوبة لذلك ، ومنها كل الخطوط الحمراء العريضة جدا والمطاطة التي توعدوا بها والتي تكررت كثيرا والتي هي في الحقيقة أضواء خضر لكي يستمر بشار في قتل أكبر عدد من السوريين لإضعاف هذه الثورة واحتوائها ، فمنعوا الأسلحة التي يمكن أن تؤثر على مسار الثورة السورية إيجابا بل تركوا الصراع يستمر على حساب الدم السوري.. والآن وبعد الضربات الاسرائيلية لبعض المواقع العسكرية السورية تتقاطع من جديد المصالح والأهداف ، فإسرائيل ايقنت بأن حكم بشار أوشك على الانهيار ، لذلك قررت أن تضمن أمنها بيدها فمن حماها لعقود بات سقوطه وشيكا وهم والأمريكان لا يضمنون ذلك بعد سقوط عصابة بشار ، ثم أن بشار أيضا ايقن بأن سقوطه أصبح قاب قوسين أو أدني فشرع للتطهير العرقي في منطقة الساحل السوري والمناطق المجاورة لإعلان الدولة العلوية وهي آخر محطاتهم فهو يعمل إلى تحويل الوطن السوري إلى ركام من الحجارة ، قبل أن تتسلمه المعارضة وهنا وجه تقاطع المصالح بين إسرائيل وبشار لإضعاف الدولة السورية ككل وإنهاكها ثم تفكيكها الذي يبدأ فعليا بإعلان الدولة العلوية الحلم.. كما أن الغارات تغطي على جرائم بشار هذه إعلاميا على الأرض ، حيث ينشغل الناس بعض الوقت بالضربات الاسرائيلية ، وكذلك لتعطي بشار بعض الدعم المعنوي لإظهاره مقاوما للاحتلال عكس ماروج له معارضيه .. فيتم إذن المخطط الذي طالما تمنته أمريكا منذ عهد جورج بوش بإضعاف سورية الدولة وهو حلم إسرائيلي دائم والآن أصبح هدفا لبشار وعصابته بعد أن أصبحت أيامه معدودة فلا نامت أعين الجبناء.. كل التحايا د. محمد خيري آل مرشد