التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس عشرة دبلوماسيين أميركيين من أصل 51 كانوا وجهوا الأسبوع الماضي مذكرة تنتقد طريقة تعامل إدارة الرئيس باراك أوباما وسياستها في الملف السوري، وتدعو لتوجيه ضربات عسكرية مباشرة ضد نظام بشار الأسد لإجباره على التفاوض للتوصل إلى سلام بسوريا. وكان كيري وصف المذكرة قبل اللقاء بأنها "جيدة جدا"، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أمس في مؤتمر صحفي إن كيري التقى عشرة من كاتبي المذكرة في جلسة مخصصة بشكل رئيسي للاستماع، وأبدى وجهة نظره في الجلسة التي استغرقت نحو ثلاثين دقيقة. وأضاف كيربي-الذي لم يكشف عما دار في اللقاء- أعتقد "بأن وزير الخارجية شعر بأن المحادثة جيدة، وكان يجب أن تحصل". مشيرا إلى تقدير كيري وجهة نظر الدبلوماسيين الذين يعملون في المقر الرئيسي لوزارة الخارجية بواشنطن، وإدلائه بمعلومات عن سياسة واشنطن في سوريا. وكرر المتحدث شعار الدبلوماسية الأميركية بأنه "لا حل عسكريا للنزاع السوري"، وقال سيكون "من التهور واللامسؤولية (...) عدم النظر في جميع الخيارات". وقال عدد من المسؤولين الأميركيين إنهم لا يتوقعون أن تؤدي المذكرة -التي تم نقلها عبر قناة داخل وزارة الخارجية مخصصة للتعبير عن الآراء المعارضة- إلى تغيير سياسة أوباما. يذكر أن 51 من الدبلوماسيين الأميركيين دعوا في مذكرة لهم الرئيس أوباما لسياسة أكثر حزما في الملف السوري ووقف انتهاكات النظام السوري المستمر للهدنة، وطالبوه "بالاستخدام المدروس لأسلحة بعيدة المدى وأسلحة جوية". وجاء في نص مسودة المذكرة -التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في موقعها الإلكتروني- "نحن نعتقد أن تحقيق أهدافنا سيستمر يراوغنا إذا لم ندرج استخدام القوة العسكرية كخيار لفرض اتفاق وقف الاعمال القتالية وإجبار النظام السوري على التقيد بشروطه والتفاوض بحسن نية على حل سياسي". كما دعا أصحاب المذكرة لتقديم مزيد من الدعم لقوات المعارضة السورية، وأشاروا إلى عدم ارتياح الدول السنيَّة في المنطقة لصمت إدارة أوباما تجاه نظام الأسد، مما أدى إلى ضعف العلاقات الأميركية مع حلفائها في الشرق الأوسط. يشار إلى أن سياسة أوباما تجاه سوريا تتعرض لانتقادات واسعة تصفها بأنها مترددة وتتفادى المخاطرة، ولكونها تركز فقط على قتال تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت يشن فيه النظام السوري مدعوما بالطيران الروسي والمليشيات هجمات على مواقع المعارضة المسلحة والمدنيين.