يجتمع في مدينة طرابلس الساحلية في شمال لبنان أسبوعياً 40 شاباً من أعمار مختلفة في ورشة عمل عنوانها "تعا نكتب" ليعبروا عن أنفسهم بكتابات أدبية وفنية بهدف التغلب على خوفهم من اللغة العربية. والمحترف او ورشة العمل التي يشرف عليها الزميل صهيب أيوب (24 سنة) بالتعاون مع مجموعة من المتطوعين تشمل كتابة القصة القصيرة والرواية وسيناريو الافلام والمسلسلات التلفزيونية والتعليق على صورة وصولا إلى الكتابة على طريقة التغريدة على "تويتر". وقال أيوب لـ"رويترز" إن "ورش العمل المجانية تستهدف فئات عمرية تترواح بين 15 و47 عاماً وخلفيات ثقافية واجتماعية ودينية وانتماءات سياسية متنوعة، لكن القاسم المشترك بينهم أنهم يأتون بفرح للتعلم وليشعروا براحة حقيقية مع الكتابة باللغة العربية وبأية طريقة تروق لهم حتى ولو باللهجة العاميّة". وأضاف أن المشاركين بالورشة يخشون التعامل مع اللغة العربية "التي لا تلاقي شعبية حقيقية في لبنان لما تتضمنه من قواعد من جهة ولكونها لا تقدم عادة في إطار بسيط يجذب الناس إليها من جهة أخرى. ومن هنا محاولة عدد كبير من المختصين تلطيفها وجعلها أكثر سهولة". وجاء في ملصق ترويجي للمشروع نشر على صفحات التواصل الاجتماعي "حكايات ناس. عنا. عن رفقاتنا. جيراننا. بيوتنا. طفولاتنا. حاراتنا. ومدينتنا.. تعا نكتب رواية. قصة. سيناريو. فيلم. عن صورة.. تعا نعمل مدونة وكتاب ومشاريع بصرية". وقال أيوب :"أنا ابن عائلة فقيرة. وكنت كسائر الناس غير الميسورين أعتقد ان ورشات العمل المماثلة مخصصة للأثرياء فقط. وكنت على يقين من ان الاولاد في الزقاق أو في مدرسة رسمية يحلمون بالكتابة، لكنهم يعتقدون انها حكر على أشخاص معينين". وأضاف أن الورشة تستهدف أيضا "إحياء الأماكن الثقافية التي تعيش ما يشبه الجمود حالياً في طرابلس. ومن خلال (تعا نكتب) نخلق مساحة للتلاقي بين شباب المدينة في أكثر من مكان، ويمكن أيضا أن نفيد من الطقس الجميل لاحقا فنتوجه معا إلى الطبيعة". وتابع أنه يهدي كل ورشة لأحد الكتاب العالميين او المحليين "في احدى المرات اهدينا الصف للروائية البريطانية دوريس ليسينج، وكان على المشاركين ان يقرأوا عنها حتى يخبروا الجميع بما تعلمه كل واحد منهم من عملها وحياتها الزاخرة بالاعمال الادبية". وأضاف أن المشاركين تعلموا "عددا من الامور المحورية في الكتابة وصاروا اكثر من جاهزين لينطلقوا في مشروعهم الشخصي. يجب ان ننهي النسخة الاولى من هذا المحترف في بداية الربيع على ان تنتقل بعدها الدفعة الاولى الى كتابة مدونة مشتركة تشتمل على مدوناتهم الصغيرة". وقال أيوب إنه يأمل أن يتضاعف عدد المشاركين في النسخة الثانية المرتقبة من الورشة التي يرى أنها تنمي الخيال حتى ان بعض المشاركين مثلاً يجد متعة "في تخيل المدينة عام 2030". ويستمر الصف الواحد نحو أربع ساعات، وعادة ما تستضاف شخصية مؤثرة في المجتمع مثل المعالجة النفسية كريستين كيشيشيان، التي تحاورت مع المشاركين عن أهمية علم النفس وكيفية التعلم عن الذات، والمخرج غسان الخوجة الذي سلط الضوء على كيفية كتابة السيناريو، والمحامي خالد مرعب الذي أعطاهم بعض قواعد للكتابة المكثفة عبر مواقع التواصل الإجتماعية ومنها "تويتر". وقال وليد مواس (24 عاماً) وهو يحضر حالياً لشهادة الماجستير في عالم التطور: "في هذا المحترف نكتشف أنفسنا. شخصيا شرعت في الكتابة في سن الخامسة عشرة. وكنت أكتب باللغة الانكليزية. ومع توسع الدائرة الاجتماعية في حياتي اكتشفت كم ان تركيزي على اللغة الإنكليزية بلا معنى وان الوقت حان لأتعلم اللغة العربية على أصولها". وقالت زينة الامير إن أفق المشروع: "لا نهاية له ربما نكون مجموعة من الروائيين والمبدعين والكتاب والمخرجين".