×
محافظة المنطقة الشرقية

مدرب البرتغال يتعهد بالوصول لنهائي اليورو

صورة الخبر

واشنطن – الوكالات : رغم خروج دبلوماسيين امريكيين نفد صبرهم من سياسة الرئيس الامريكي باراك اوباما إزاء الحرب في سوريا الا ان المحللين يستبعدون اي تغيير جذري في الاشهر الاخيرة المتبقية من ولايته الرئاسية. وأسفر النزاع عن مقتل اكثر من 280 الف شخص ونزوح الملايين كما ان البلاد تعاني من القصف المتواصل بالقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة بالاضافة الى استخدام الاسلحة الكيميائية وجرائم القتل والاغتصاب والتعذيب. وعندما تتمكن المساعدات الانسانية من بلوغ المدن المنكوبة بصعوبة فإن نظام الرئيس السوري بشار الاسد يبادر الى «معاقبتها» بقصف سريع. ويقول مسؤول امريكي ان «افعال النظام السوري تتحدى اي تعريف لكرامة الانسان». وهناك مؤشرات تنذر بأن النظام يسعى للحد من انتاج المواد الغذائية. ويقول مسؤول امريكي اخر «كلما اعتقدنا اننا بلغنا القاع في سوريا، نشعر بحركة ضعيفة من الاسفل». وتؤكد الادارة الامريكية رغم كل ذلك ان النظام السوري وحليفيه الروسي والايراني وحدهم قادرون على وضع حد للفوضى العارمة. لكن بعيدا عن الاعلام، يقر حتى الدبلوماسيون المخضرمون بان عجزهم عن وقف مذابح مستمرة منذ خمس سنوات يثقل على ضمائرهم ويقولون انه بغضّ النظر عما سيحصل لاحقا فإن النزاع في سوريا ترك وصمة عار على سنواتهم في الخدمة العامة. وقال 51 دبلوماسيا أمريكيا في مذكرة تم تسريبها عمدا: «الامر يكفي عند هذا الحد»، وشددوا على ان ادارة اوباما مسؤولة اخلاقيا عن وقف حمام الدم. وبرأيهم ان الرئيس الامريكي عليه ان يشن حملة غارات جوية ضد النظام السوري لحمله على خوض مفاوضات فعلية. الا ان البيت الابيض سارع الى اعلان انه ليس مستعدا لمثل هذا التغيير الكبيرفي سياسته. وأعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض جنيفر فريدمان ردا على مذكرة الدبلوماسيين «الرئيس قال دائما بوضوح انه لا يرى حلا عسكريا للأزمة في سوريا وموقفه لا يزال على حاله». وبعد التداعيات الكارثية لحرب العراق، يلتزم البيت الابيض بمبدإ ان الولايات المتحدة يجب ألا تحل كل الازمات في العالم. وحاولت ادارة اوباما خصوصا تفادي الخوض في مشاكل الشرق الاوسط وحددت المصالح الامريكية في سوريا بأنها جزء من عملية مكافحة الارهاب للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).وترك ذلك وزير خارجيتها جون كيري امام مهمة لا يحسد عليها لا بل ربما مستحيلة بالتفاوض لحل الازمة من دون نفوذ في المقابل. بدا إحباط الدبلوماسيين من الالتزام بهذا المبدإ منذ سنوات، فقد استقال فريدريك بوف المستشار السابق حول سوريا من ادارة اوباما احتجاجا في عام 2012. وقال بوف ان سياسة اوباما تعاني من «فراغ اخلاقي وفساد سياسي»، واضاف انها «تترك مدنيين ابرياء تحت رحمة سفاح من دون شفقة». ويواصل النظام السوري وحليفته روسيا انتهاك هدنة شارك كيري في التوصل اليها الا ان منتقدي سياسة اوباما يقولون ان التمييز بين هدنة غير كاملة وعدم وجود هدنة يزداد صعوبة يوما بعد يوم. كما ان جهود كيري لإقناع روسيا بإرغام الاسد على التنحي باءت بالفشل وموسكو لا تزال إما غير قادرة وإما غير راغبة في المساعدة. وسعى الدبلوماسيون بتسريبهم للمذكرة خلال عام انتخابي الى حمل اوباما على اعادة النظر وربما يعثرون على حلفاء خارج واشنطن. فجهود وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ووزارة الدفاع لمساعدة المعارضة السورية على الصمود تتراجع رغم التقدم في الحملة العسكرية ضد داعش.ولم يصدر اي رد فعل من واشنطن على الغارات الجوية التي تشنها روسيا ضد مقاتلي المعارضة المعتدلة في سوريا مما يحملها على البحث عن حماية مجموعات اكبر واكثر تسلحا من ضمنها تلك التابعة لتنظيم القاعدة. لكن السؤال: هل ستكون ادارة بقيادة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون اكثر ميلا نحو التصدي لنظام الاسد ولنفوذ روسيا واعادة فرض هيبة القوة العسكرية الهائلة التي تتمتع بها الولايات المتحدة؟