ارتفع خام «برنت» أمس باتجاه 108 دولارات للبرميل حيث ينتظر المستثمرون أحدث التطورات على صعيد برنامج التيسير النقدي الأميركي بينما تستمد الأسعار دعماً مع انحسار بواعث القلق من الاضطرابات في الأسواق الناشئة. وارتفعت الأسواق الآسيوية وتحسن معظم الأصول العالية الأخطار، ما دعم النفط بعد أن فاجأت تركيا المستثمرين بزيادة كبيرة في أسعار الفائدة، ما أثار الآمال بأن ينهي التحرك القوي موجة بيع في الأسواق الناشئة وينعش الإقبال على المخاطرة. وارتفع «برنت» 15 سنتاً إلى 107.56 دولار للبرميل. وتراجع الخام الأميركي 23 سنتاً إلى 97.18 دولار بعد أن أغلق عند أعلى مستوياته منذ 31 كانون الأول (ديسمبر). وقال محلل سوق النفط لدى «في تي بي كابيتال» أندري كرويشنكوف: «مازلنا لا نتوقع انتعاشاً مستداماً في الأسعار لأي من الخامين، وخصوصاً برنت. سيتحول الانتباه إلى السوق عموماً مع صدور بيان مجلس الاحتياط الأميركي في شأن السياسة النقدية لكانون الثاني (يناير)». وتراجع «برنت» ثلاثة في المئة هذا الشهر بعد مكاسب لثلاثة أشهر، وفقد الخام الأميركي 1.3 في المئة هذا الشهر لكن بعد قفزة ستة في المئة في كانون الأول (ديسمبر) هي الأضخم منذ تموز (يوليو). إلى ذلك، أعلنت شركة «بغنيغ» البولندية للغاز قرار الانسحاب من مشروع للتنقيب عن النفط والغاز في مصر بسبب الأخطار السياسية، لكن وزارة البترول المصرية نفت في وقت لاحق إنهاء الشركة فترة استكشاف استمرت أربع سنوات ثم التخلي عن منطقة العمل. ونقلت صحيفة «رزيكزبوسبوليتا» عن المكتب الإعلامي للشركة، أنها «قررت الانسحاب من الامتيازات البحرية في مصر بسبب الأخطار العالية لأعمال التنقيب وتدني فرص اكتشاف كميات كبيرة من النفط والغاز». لكن نائب الرئيس التنفيذي لـ «هيئة البترول للاتفاقات والاستكشاف» عادل سعيد، أكد أن الشركة البولندية أنهت فترة الاستكشاف الأولى التي استمرت أربع سنوات بموجب اتفاق صادر في 2009 وحــفرت بئــرين لم تسفرا عن أي اكتشافات. وأضاف: «تلك ظاهرة طبيعية في صناعة البترول العالمية التي تتسم بارتفاع نسب الأخطار، لا يعني ذلك أي آثار سلبية على نشاطات البحث والاستكشاف في مصر». وأعلنت «الهيئة المصرية العامة للبترول» و«الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية» (إيغاس) في كانون الأول (ديسمبر) طرح مزاد عالمي على 22 امتيازاً للتنقيب عن النفط والغاز بنظام تقاسم الإنتاج. من ناحية أخرى، تبيع «رويال داتش شل» حصة في مشروع نفط برازيلي إلى شركة «قطر للبترول» الدولية ببليون دولار، في إطار خطة لتسريع التخارج من أصول هذه السنة. وأعلنت «شل» بيع 23 في المئة في مشروع «باركي داس كونتشاس» قبالة سواحل البرازيل لتحتفظ بنحو 50 في المئة وستواصل إدارة المشروع الذي ينتج 50 ألف برميل يومياً. وفي وقت سابق من الشهر الجاري باعت «شل» حصة في مشروع للغاز بولاية أستراليا الغربية في مقابل 1.14 بليون دولار ضمن خطتها لتحسين العائد على الاستثمار وذلك بعد أيام من إصدارها تحذيراً صادماً بشأن أرباح للربع الأخير من العام الماضي. ولفت محللون ومساهمون إلى أن نتائج «شل» الضعيفة ستدفع ثالث أكبر شركة طاقة في العالم يسيطر عليها مستثمرون للاستمرار في إحكام السيطرة على التكاليف بعدما أعلنت «شل» أن إنفاقها الرأسمالي سيبلغ الذروة عند نحو 45 بليون دولار في 2013.