كشف رئيس مجلس المديرين بشركة قوافل لنقل الحجاج زياد فارسي، أن قطاع نقل الحجاج يواجه العديد من العوائق، وفي مقدمتها ثبات الأسعار والذي لا يتمشى مع التطور الكبير الذي يشهده القطاع. وقال في تصريحات لـ»المدينة»: إن قطاع النقل يوفر 25 ألف فرصة وظيفية موسمية خلال حج كل عام، ما بين سائقين وفنيين، مشددًا على أهمية تحرير الأسعار وتركها لمبدأ العرض والطلب لإيجاد منافسة قوية بين الشركات العاملة في نقل الحجاج، بما ينعكس على راحة ضيوف الرحمن، إذ إن المنافسة تؤدّي إلى خدمات جيدة، مبينًا أن الشركات العاملة تحت مظلة النقابة لا زالت تتطلع إلى إعادة النظر في ثبات الأسعار المعمول بها منذ سنوات طويلة. قضية السعودة وأشار فارسي إلى أن من العوائق التي تواجه الشركات العاملة في نقل الحجاج قضية السعودة، حيث إن 90% من وظائف النقل هي عبارة عن سائقين وفنيين، ولا يوجد كوادر سعودية تعمل في هذه الوظائف والشركات تواجه سنويًّا عوائق في الحصول على التأشيرات الدائمة لاستقدام سائقين خاصة، وأن الشركات أصبحت تعمل على مدار العام لخدمة المعتمرين، وتطالب الشركات بإيجاد برنامج نطاقات خاص بها تكون نسبة السعودة ما بين 6 إلى 7%، وفي هذا الصدد قامت الشركة بعمل اتفاقية مع صندوق تنمية الموارد البشرية لاستقطاب وتوظيف سائقين سعوديين للعمل لديها على مدار العام، وتقوم بشكل دوري بمخاطبة مكتب العمل لاستقطاب كوادر سعودية في هذه المهن، ولكن مع شديد الأسف لازال الإقبال ضعيف جدًّا. وأشار فارسي إلى أنه -ومن خلال غرفة مكة- سبق لنا أن تقدمنا للنقابة العامة للسيارات، بطلب إعداد دراسة مفصلة عن نشاط نقل المعتمرين والحجاج، وذلك في سعي منها لرفع الدراسة بعد إعدادها إلى وزارة الحج التي ستتولّى بدورها الرفع لوزارة العمل، وهذه الدراسة جاءت في وقت ترغب فيه الغرفة من وزارة العمل، فصل نشاط نقل المعتمرين والحجاج عن نشاط النقل البري للركاب داخل وخارج المدن، حيث إنه من الصعوبة تحقيق نسبة السعودة على مستوى الشركات والمؤسسات العاملة في القطاع الذي يواجه عزوفًا من قِبل السعوديين للعمل فيه، أمّا بخصوص السعودة، وفصل نقل الحجاج والمعتمرين عن برنامج نطاقات النقل البري، وتحديد نطاق مستقل له، فإن هذا الأمر يجب أن يتم الالتفات إليه بشكل جاد، خاصة وأننا نواجه عزوفًا من السعوديين في كل عام عن شغل وظيفة سائق، أو فني لدى الشركات، ولو بشكل موسمي، ولكننا نأمل في أن يكون قرار وزارة العمل باحتساب أبناء الجاليات المعفاة من الأبعاد بربع نقطة يأتي في صالحنا، خاصة وأن النقابة تعكف في الوقت الحالي على دراسة مشروع لتوظيف أبناء الجالية البرماوية في مكة المكرمة، والجاليات الأخرى المقيمة في السعودية المعفاة من الإبعاد ومن المقيمين العاملين في شركات النقل التي لا تخضع لإشراف النقابة في العمل الموسمي كسائقين لنقل الحجاج، وفنيين في قطاع صيانة الحافلات. فرص وظيفية وعن الفرص الوظيفية التي يوفرها قطاع النقل في مكة المكرمة للسعوديين يقول فارسي: هناك أكثر 25 ألف وظيفة موسمية يتم توفيرها في حج كل عام، فيما يتعلّق بوظائف سائقي الحافلات أو الفنيين لها، ولكن للأسف هناك ضعف في الإقبال عليها، إمّا لارتباط أكثر العاملين بوظائف رسمية، إضافة لصعوبة العمل في مجال النقل والتي تحتاج لمهارة عالية، كما أن النقابة عملت على تشغيل خدمة التسجيل بواسطة الشبكة الإلكترونية، والتي تمكن طالب الوظيفة من أي مكان في المملكة من تسجيل بياناته وطلبه للوظيفة، إلاّ أن العزوف مازال مستمرًا. وبيّن فارسي أن العائق الثالث يكمن في كثرة الاستقطاعات المالية من دخول الشركات، حيث يتم استقطاع 20% من العوائد في أعمال اللجان والدراسات والبحوث والإشراف، وكل هذه الاستقطاعات ليس للشركات علاقة مباشرة بها وقد أثرت بشكل كبير على عوائد شركات النقل خاصة في موسم الحج الماضي، والموسمين المقبلين بسبب تخفيض أعداد الحجاج 20% نتيجة العمل في مشروع المطاف الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين، متطلعًا لأن تتحمل الدولة هذه الاستقطاعات شأنها شأن المشروعات الخاصة بالحج، مشددًا على أهمية أن تركز الدراسات الجارية حاليًّا على مستقبل النقل بالحافلات في ظل المستجدات الجديدة التي يشهدها القطاع مع ظهور القطار، سواء داخل بالمشاعر المقدسة أو مع قرب تشغيل قطار الحرمين في المستقبل القريب، مؤكدًا أهمية التأني في الدراسة والتعمق فيها لضمان استثمارات الشركات العاملة بالنقل في الحافلات. وأكد فارسي أن الشركات تتطلع إلى إعفائها من رسوم تأشيرات استقدام السائقين، ومعاملتها أسوة بالبنك الإسلامي للتنمية ممتدحًا جهود وزير الحج الدكتور بندر حجار، ووقوفه الدائم مع الشركات وحرصه على تطوير قطاع النقل خلال العامين الماضيين، الأمر الذي أدّى إلى انخفاض كبير في نسبة الأعطال وفقا لإحصائيات النقابة العامة للسيارات، وكذلك الدور المهم للنقابة العامة للسيارات في تحسين أداء الخدمة والتشغيل والمتابعة المستمرة مع شركات نقل الحجاج وأضاف: إن «قوافل» أعدت خطة إستراتيجية لزيادة أسطولها من الحافلات سنويًّا للمساهمة في نقل الحجاج والمعتمرين من خلال أسطول كبير من الحافلات يزيد على 513 حافلة. وبين فارسي عقب فوز الشركة بجائزة التميز في مجال النقل للعام الرابع على التوالي أن الشركة ورغم قصر عمرها الذي لا يتجاوز تسع سنوات قامت بتوفير أعداد كبيرة من الحافلات تسهم في تغطية حاجة سوق النقل، حيث تقوم الشركة سنويًّا بخدمة ثلاثمئة ألف معتمر وزائر، إضافة إلى مئة وعشرين ألف حاج، مؤكدًا أن أسعار نقل المعتمرين خاضعة لمبدأ العرض والطلب والمنافسة بين الشركات في، حين أن أسعار نقل الحجاج لا زالت ثابتة من ثلاثين عامًا. وعن فوز الشركة بالجائزة للعام الرابع، وأسباب ذلك قال فارسي نحن في شركة القوافل الدولية للخدمات السياحية نهتم كثيرًا بالجودة، وهي التي كان لها الفضل -بعد الله- في فوزنا بجائزة النقابة لأربع سنوات على التوالي نظير انخفاض نسب الأعطال بين حافلاتنا التي لم تتجاوز الـ1 في المئة. وعن نظام النقل الجديد الذي تعده وزارة الحج، وأبرز ملامحه، قال: أعدّت وزارة الحج المسودة الخاصّة بنظام نقل الحجاج ليتواءم مع الإستراتيجية الوطنية للنقل، على أن تشمل المسودة الجديدة تحرير سوق النقل على أساس تنافسي، والسماح للحافلات بالعمل طوال العام. كما أن وزارة الحج انتهت من إعداد المسودة الخاصة بالنظام، وتعكف في الوقت الحالي بمشاركة وزارة النقل وعدد من الجهات ذات العلاقة، على مراجعة وتدقيق مسودة النظام الجديد، وإعداد الصيغة النهائية له، وذلك تمهيدًا لرفعه في وقت قريب للجهات المختصّة.