دوَّى انفجار ضخم، ،مس بالقرب من المربع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، ناجم عن سيارة مفخخة رباعية الدفع تحمل عبوة ناسفة قدرها 30 كيلوغرام ووقع الانفجار على بعد حوالي 200 متر من مقرالمجلس السياسي لحزب الله، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وجرح أكثر من 66 آخرين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، وأظهرت صور للهجوم تفحّم السيارة، واحتراق سيارات أخرى، ووقوع ضرر قوي في المبنى القريب من الانفجار، فضلا عن أضرار جزئية في المباني المحيطة، ونفى حزب الله رسميًا استهداف أي مسؤول رسمي من كوادره في الهجوم واعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن يد الإرهاب التي ضربت منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت هي نفسها اليد التي تزرع الإجرام والقتل والتدمير في كل المناطق اللبنانية، وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية مساء امس: إن سليمان اطلع من المسؤولين الأمنيين المعنيين على المعلومات المتوفرة عن تفجير الضاحية، «مجدِدًا الطلب إليهم بتكثيف التحريات والاستقصاءات لمعرفة المحرضين والمرتكبين وإحالتهم إلى القضاء»، وتابع البيان أن سليمان «أكد أهمية تضامن اللبنانيين ووعي المخاطر المحدقة بلبنان والحوار بين القيادات من أجل تحصين الساحة الداخلية في وجه المؤامرات التي تحاك لضرب الاستقرار في الداخل ولمواجهة تداعيات الاضطرابات الحاصلة في المنطقة»، فيما دانت السفارة الأميركية في بيروت الانفجار. وأكد الأمين العام لقوى 14 أذار، فارس سعيد، إدانة تفجير الضاحية الجنوبية، موضحًا أن ما يحدث في العراق وسوريا ينعكس على لبنان إلى ذلك، شدد محمد قباني، النائب عن كتلة المستقبل، على أن تفجير الضاحية عمل إرهابي، والكتلة تدينه، مشيرًا إلى وجود ارتباط بين ما يحدث في سوريا وبين الواقع اللبناني، وقال مصطفى علوش نائب لبناني من كتلة المستقبل: إن الانفجار رسالة موجهة إلى حزب الله بسبب تدخله في سوريا واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن استهداف منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت مجددًا بالتفجير مؤامرة دنيئة لإغراق اللبنانيين في الفتنة، وقال ميقاتي في بيان أصدره ونشرته الوكالة الوطنية للانباء: «إن استهداف منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت مجددًا بالتفجير، بعد أيام قليلة على التفجير الإرهابي الذي أدى إلى استشهاد الوزير السابق محمد شطح وآخرين، يثبت مرة جديدة أن يد الأرهاب لا تفرق بين اللبنانيين، ولا تريد لهذا الوطن الاستقرار، بل تخطط وتنفذ مؤامرة دنيئة لإغراق اللبنانيين في الفتنة والتخبط بدمائهم الزكية»، وناشد ميقاتي، حسب البيان، الجميع تغليب لغة العقل، أكثر من أي وقت مضى، وتجاوز الحسابات السياسية ووقف التحدي لكي نتمكن جميعًا من التلاقي والتحاور سعيًا للخروج من هذا المأزق الخطير، وأضاف: «إن النار المشتعلة في أكثر من منطقة لبنانية تنذر بما هو أسوأ إذا لم نلتق ونتفاهم بعيدًا عن لغة التحدي والاستفراد والاقصاء، ليلهمنا الله سواء السبيل فنحمي لبنان واللبنانيين من الشرور والمخاطر». واندلعت سحابة دخان من شارع «العريض» الذي شهد الهجوم، وهو من أهم شوارع الضاحية الجنوبية، ويحوي عددًا من المؤسسات المهمة، منها مقر قناة «المنار» القديم، التابعة لحزب الله، ويعتبر شارع العريض نقطة تقاطع في عمق الضاحية بين منطقتي حارة حريك و بئر العبد الرئيستين في المنطقة، وهرعت سيارات إسعاف إلى المنطقة، فيما قام الجيش اللبناني بإغلاق الطرق المؤدية إلى موقع الانفجار، الذي ضرب في وقت الذروة، وسُمعت أصوات إطلاق نار في المنطقة في محاولة لإبعاد الجمهور الذي هرع صوب الحادث، وذلك خشية وجود سيارات مفخخة أخرى بالمنطقة، ويعتبر حدوث الهجوم في قلب الضاحية الجنوبية خرقًا أمنيًا كبيرًا يضرب عمليات التنسيق الأمني بين الجيش اللبناني وحزب الله، وشهدت الفترات السابقة العثور على أكثر من سيارة مفخخة قبيل انفجارها في الضاحية الجنوبية. المزيد من الصور :