عندما تمشي في الرياض، تكتشف أن الرصيف معاق. هناك أشياء عدة تمارس الجور عليه، وتحوله إلى فخ للمشاة في كثير من الأماكن. المحال في الشوارع التجارية تجور على الرصيف، وديكوراتها المرتفعة عن مستوى الرصيف تضطر الماشي للخروج إلى الشارع. السيارات التابعة لشركات الحراسة الخاصة تقلد سيارات المرور وتقف على الرصيف، وعلى الماشي أن ينزل من على الرصيف كي يعبر معرضا نفسه لخطر السيارات. كنا نطالب المرور أن يضع خطوط مشاة لعبور الطرق، طالما أنه لا يوجد جسور. ولكننا الآن نعتبر هذا المطلب ترفا. نريد من أمانة الرياض أن تفي بوعودها بتحويل المدينة إلى صديقة للبيئة وصديقة للمشاة. هذه الأولوية من شأنها أن تعيد الرصيف إلى أصحابه الحقيقيين، المشاة، وبالتالي ستسهم هذه المسألة في تشجيع المشي. وليس مقبولا أن تتحجج الأمانة بتخصيص أرصفة للمشاة. المطلوب توحيد مستويات الأرصفة في المدينة بحيث لا يجور عليها أحد. المطلوب أن تبقى لتؤدي الغرض الحضاري الذي تم إنشاؤها من أجله. أليس من السخرية أن تسير في شارع خطوات لا تتجاوز 500 متر لتجد أن مستويات الرصيف في هذا الشارع ترتفع وتنخفض أربع أو خمس مرات، وبعض المحال تضع عوائق تسد الرصيف تماما. أمانة الرياض مشغولة بحملة المطاعم وتلميع صورتها في هذا المجال، وهذا حق لها. ولكن هناك مجال آخر للعمل وتبييض الصورة أيضا. الأرصفة التي تملكها الأمانة ويفترض أنها مخصصة للمشاة مستباحة من الآخرين، أعيدوها للمشاة، واستأنفوا مشروع صداقة الرياض للبيئة الذي أعلن عنه الأمير سطام بن عبد العزيز يرحمه الله، ولم نعد نسمع عن هذا المشروع شيئا عقب وفاته يرحمه الله.