طالب عدد من أصحاب المحال التجارية بالمنطقة التاريخية في الطائف بوقف تنفيذ مشروع مجاميع دورات المياه أمام محالهم، كون المشروع جاء في ساحات ضيقة وينطوي على تشويه للتاريخ، مبدين تذمرهم من تعثر مشروع تطوير المنطقة التاريخية وأعمال النظافة والتكسيرات اليومية، معتبرين ما يحدث في تاريخية المحافظة من تطوير إهمال لا ينبغي السكوت عنه حيث يناقض واقع كل التصريحات السابقة. في جولة «عكاظ» الميدانية بالمنطقة التاريخية، رصدنا جوانب الإهمال وإغلاق فتحات التصريف لمشروع السيول، واستطلعنا آراء عدد من أصحاب المحال التجارية هناك، حيث يقول محمد عبدالله غندورة - صاحب أحد المحال التجارية القديمة - إنه أحد كبار السن الذين ترعرعوا في المنطقة التاريخية وعاشوا طفولتهم وشبابهم هناك، معتبرا ما يشاهد في المنطقة التاريخية الآن إهمالا واضحا غير مسبوق، ويناقض كل التصريحات السابقة، موضحا أن تنفيذ مشروع دورات المياه أمام المحال التجارية، عمل غير حضاري ويتعارض مع روح المكان وعبق الماضي، مضيفا لقد طالبنا بإيقافه وتقدمنا إلى المسؤولين لتحويله إلى نافورة جمالية أو جلسات، لا سيما أن المساحات ضيقة ولا تحتمل أي اجتهاد أو تشويه للتاريخ، مشيرا في هذا السياق إلى أن الآلاف من المملكة والخليج يقصدون المنطقة التاريخية ويتفاجأون بأن أربع سنوات مضت على المشروع بلا طائل سوى عمليات تكسير من قبل عمالة لا تدرك قيمة التاريخ، وفي كل يوم يكسرون ويعيدون التنفيذ من جديد بلا تخطيط، موضحا أن أصحاب المحال قد تضرروا مما يجري، مبينا أن نقاط التصريف بارزة وتعيق تحرك المتسوقين، وقد سبق لإحدى النساء الحوامل أن سقطت فيها، كما أن عدة عوائل رفضت تجاوز الألواح التي وضعت منذ أشهر كغطاء على حفريات نفق الخدمات وتوجهت إلى أسواق أخرى، مطالبا هيئة السياحة والآثار بإعادة النظر في هذا المشروع ومحاسبة المقصرين. فكرة الأطراف من جهته، أشار محمد بن علي القثامي أنه يسمع جعجعة لمشروع تطوير المنطقة منذ سنوات ولا يرى طحنا، مطالبا بوقف مشروع دورات المياه، مقترحا أن يكون على الأطراف مع إعادة تأهيل دورات المساجد والاستفادة منها على مدار اليوم، مضيفا أن ساحة السليمانية شاسعة ويمكن الاستفادة منها عوضا عن تنفيذ دورات المياه أمام أبواب المحال بهذا الشكل، كاشفا عن شح حاويات النفايات في المنطقة التاريخية قلب الطائف، مطالبا في الوقت نفسه بتخصيص أكبر عدد ممكن من عمال النظافة هناك. فتح الشوارع المغلقة ومن جانبه، لفت معتوق أبو راس إلى أهمية إعادة فتح الشوارع المغلقة حول مسجد العباس ومعالجة المقابر، موضحا أن أربع سنوات قد مضت على المشروع، فيما تتفاقم معاناتهم بسببه في كل يوم تشرق فيه الشمس، مقترحا أن يسند المشروع لشركة عالمية متخصصة في هذا المجال. وإلى ذلك، يبين عمدة المنطقة المركزية حمد بن محمد الشلوي أن المنطقة المركزية تعد منطقة تاريخية بها العديد من المعالم الأثرية والتراثية والدينية مثل مسجد عبدالله بن العباس - رضي الله عنهما - ومقبرة شهداء الصحابة وتضم عددا كبيرا من المحال التجارية ومباني الأوقاف والأربطة الخيرية وتعد الوجهة الأولى للمتسوقين وزوار محافظة الطائف، إلا أنها تفتقر للعديد من الخدمات بل إن المشاريع بها تكاد تكون معطلة منذ سنوات كمشروع تصريف السيول والذي تعطل في مراحله الأولى، مؤكدا أن الحاجة تدعو إلى سرعة تنفيذ مشروع تطوير المنطقة المركزية الذي أعلن عنه منذ عدة سنوات ولم يتم البدء فيه حتى الآن، لافتا إلى أن المصلين في مسجد عبدالله بن العباس والزوار والمتسوقين ورجال الأعمال والسكان يعانون من إقفال الشارع الشرقي للمسجد الشريان الرئيسي لهذة المنطقة، معربا عن أمله في سرعة تنفيذ مشروع التطوير وإكمال الخدمات والاهتمام بالمنطقة المركزية. لمعرفة الرأي الآخر حول هذه الإشكالية، قامت «عكاظ» بإرسال عدة استفسارات عبر إيميل الناطق الرسمي لأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم للحصول على تصريح منه، إلا أن الاتصال تعثر. يذكر أن أنابيب التصريف بوضعها العشوائي وهي تخر فوق الرؤوس بشكل مقزز في قلب المنطقة التاريخية النابض بالحياة في الطائف، أثارت استياء عدد من الزوار والسياح، فيما تحولت خزانات تحت الإنشاء وسط المنطقة التاريخية إلى مكب للنفايات، وذلك في ظل غياب النظافة، وكفاية حاويات النفايات ما من شأنه استعاب مخلفات المحال التجارية والباعة والمتبضعين.