أعرب كارلوس دونغا المدير الفني للمنتخب البرازيلي عن أسفه لخروج فريقه من بطولة كوبا أميركا (المئوية)، إثر هزيمته المثيرة للجدل أمام بيرو بهدف بيد اللاعب راؤول رويدياز. وسجل رويدياز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 75 لكنه لجأ إلى ذراعه لإدخال الكرة داخل مرمى البرازيل، مما أثار حفيظة لاعبي الأخير الذين احتجوا طويلا لدى الحكم الأوروغواياني أندريس كونيا الذي استشار أحد مساعديه قبل أن يؤكد صحة الهدف. وأظهرت الإعادة أن ريودياز استعمل ذراعه موجهًا الكرة داخل المرمى. وهي المرة الأولى التي تخرج فيها البرازيل من دور المجموعات للبطولة القارية منذ عام 1987 ولا شك بأن الضغوطات ستزداد على مدربها كارلوس دونغا. وكانت البرازيل في حاجة إلى التعادل فقط لبلوغ الدور ربع النهائي، لكنها وعلى الرغم من ضغطها في ربع الساعة الأخير لإدراك التعادل خرجت خالية الوفاض علمًا بأنها أضاعت فرصة حقيقية في الوقت بدل الضائع. وقال دونغا: «مع كل هذه التكنولوجيا الموجودة ومع كل هذه الكاميرات، كيف يمكن أن يرتكب خطأ خطير لهذه الدرجة؟، لقد جاء الهدف باليد وكان واضحًا، أنا لا أفهم هذا». وجاءت تصريحات دونغا هذه المرة على النقيض من تصريحاته بعد مباراة فريقه أمام الإكوادور حول خطأ تحكيمي حرم الفريق المنافس من تسجيل هدف. وأضاف: «مع من كان يتكلم الحكم؟ على ماذا كان يأخذ المشورة؟»، في إشارة إلى حالة الارتباك، التي سبقت إقرار الحكم الأوروغواياني أندريس كونشا بصحة الهدف. وتجاهل دونغا التكهنات التي تشير إلى أن الخروج المبكر من البطولة قد يكلفه منصبه قائلا للإعلاميين إنه لا يهاب «سوى الموت» ولا يخشى من البطالة. وأكد القائد السابق للفريق الفائز بكأس العالم 1994 أنه سيقود البرازيل في دورة ريو دي جانيرو الأولمبية في أغسطس (آب) المقبل. وقال عندما سئل إذا ما كان يخشى من خسارة منصبه عقب خروج البرازيل مبكرا من النسخة المئوية لبطولة كأس كوبا أميركا التي تستضيفها الولايات المتحدة: «أخشى من الموت فقط ولا أخشى من أي شيء آخر»، وأضاف: «يعرف الرئيس (الاتحاد البرازيلي لكرة القدم) ما نقوم به وكيف نعمل. ندرك أن هناك ضغوطًا وان الوظيفة تأتي معها كثير من الانتقادات». وتابع: «عندما تعمل مع المنتخب البرازيلي فإن عليك أن تدرك أن الانتقادات ستزيد عندما لا تحقق النتائج المرجوة لكننا ندرك ما نقوم به في إطارنا الداخلي».وأبدى دونغا أسفه من نفاد صبر منتقديه في البرازيل وكرر عبارته الشهيرة بأن إعادة بناء كرة القدم في بلاده سيأخذ بعض الوقت عقب مسيرة مؤلمة في كأس العالم 2014. وتم تكليف لاعب الوسط السابق لإنترناسيونال وفيورنتينا وشتوتغارت بمهمة إعادة إحياء كرة القدم البرازيلية عقب الهزيمة المذلة 7 - 1 أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي للبطولة التي استضافتها البلاد قبل عامين. ولكن وعقب البداية الرائعة لفترته الثانية في قيادة الفريق ودعت البرازيل كأس كوبا أميركا العام الماضي من دور الثمانية وهي تحتل حاليا المركز السادس بين 10 منتخبات في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2018. كما فشل دونغا أيضًا في تحقيق الكثير من الصداقات بسبب نهجه القتالي وستشتد حدة الانتقادات الموجهة إليه عقب فشل بطلة كوبا أميركا ثماني مرات في بلوغ الدور الثاني لأول مرة خلال 29 عامًا. وطالب دونغا بمزيد من الوقت لإصلاح المنتخب البرازيلي والذي ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره أحد أضعف تشكيلات البرازيل على مدار عدة عقود. وقال: «نشيد بألمانيا بسبب عملها على مدار 14 عامًا (لإعادة بناء كرة القدم لديها). نريد في البرازيل أن نغير كل شيء بسهولة وفي غضون دقيقتين». وأضاف: «يجب أن نتحلى بالصبر. في كرة القدم.. وعندما تبدأ عملك يجب أن تكون مثابرًا وتملك الثقة فيما تقوم به». في المقابل تجنب ريكاردو جاريكا، المدير الفني لمنتخب بيرو، مناقشة صحة الهدف، الذي سجله فريقه في مرمى البرازيل وصعد به إلى دور الثمانية، مؤكدًا أن تأهل فريقه كان عادلا. وأوضح المدرب الأرجنتيني أنه لم يشاهد إعادة الهدف لكي يجزم بأنه كان باليد أم لا: «هل كان باليد أم لا، سأظل محايدًا، لم أره بعد في التلفزيون ولكن أؤمن بأننا استحققنا التأهل». وأهدى جاريك الفوز، الذي حققه المنتخب البيروفي للجماهير، التي ساندت الفريق من مدرجات الملعب وهؤلاء أيضًا الذين ناصروا المنتخب من بيرو. وأضاف جاريكا، قائلا: «بيرو لعبت بشكل عملي، دافعت عندما تعين عليها الدفاع ووجهت ضرباتها عندما كان يجب عليها القيام بذلك، إذا كانت هناك أحداث قد صاحبت الهدف فهذا يدخل ضمن إطار المخاطر التي تتسم بها مثل هذه المباريات، دائما ما أدركت أن في مثل هذه المباريات يجب أن يكون هناك هامش للخطأ، رغم أننا مررنا بوقت عصيب خلال الفترة، التي احتاجها الحكم لأخذ القرار النهائي». وتحدث جاريكا عن أداء لاعبيه في المباراة مشيدًا بـ«التضحية» التي قدمها اللاعب أندي بولو من أجل إيقاف البرازيلي فليبي لويس ومساهمته في الهدف، الذي سجله فريقه، كما أثنى على اللاعبين البدلاء، الذين شاركوا في الشوط الثاني من المباراة بقوله: «لقد كانوا حاسمين». وألمح المدرب الأرجنتيني إلى أن بيرو إذا لعبت «كفريق واحد» فإنه قوتها تزداد: «في هذه المباراة على سبيل المثال، الفريق بأكمله قدم تضحيات في الجانب التكتيكي، في الشوط الأول لم نصل إلى المرمى قط ولكن في الشوط الثاني تسيدنا الموقف». ويواجه منتخب بيرو في دور الثمانية نظيره الكولومبي، بقيادة الأرجنتيني الآخر خوسيه بيكرمان، وعن هذا الأمر تحدث جاريكا قائلا: «الآن يأتي الأكثر تعقيدًا، إنه أحد أفضل المنتخبات». وفي مباراة أخرى بالمجموعة الثانية سحق المنتخب الإكوادوري نظيره هايتي برباعية نظيفة ولحق بركب المتأهلين للدور الثاني. وسجل المهاجم الإكوادوري إينر فالنسيا هدفًا وصنع هدفين ليقود منتخب بلاده للفوز الكبير في مباراة كانت من طرف واحد. ورفع المنتخب الإكوادوري رصيده إلى خمس نقاط في المركز الثاني خلف بيرو 7 نقاط. وشهدت المباراة مهرجانًا حقيقيًا للفرص الضائعة حيث أهدر المنتخب الإكوادوري عددًا قياسيًا من الأهداف على مدار شوطي المباراة في مواجهة منتخب هايتي الذي أظهرت المباراة مدى ضعف دفاعه مثلما كان الحال عندما خسر الفريق 1 / 7 أمام نظيره البرازيلي في الجولة الماضية من مباريات المجموعة.