بدايته كانت من خلال المسرح الجامعي عام 2000، قدم العديد من المسرحيات المميزة كممثل، حاز جائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بتونس 2003، قدم أيضاً العديد من الأعمال التلفزيونية عرضت بمختلف المحطات المحلية والخليجية، وإلى جانبها كان يقدم أعمالاً سينمائية قصيرة مميزة، إلى أن بدأ في تقديم أعمال تحمل بصمته واسمه، فكانت البداية مع مسلسل فوازير الأمثال، الذي تم عرضه عام 2007، وكتب السيناريو الخاص له.. مروراً ببعض الأعمال إلى أن حقق مسلسله وديمة وحليمة، بجزئيه نجاحاً كبيراً، لدرجة أن الجمهور طالبه بجزء ثالث.. لم يختف عن دراما رمضان في أي موسم، ممثلاً كان، أو كاتباً، إذ يعرض له هذا العام في الماراثون الدرامي المسلسل الكوميدي مكان في القلب للمخرج باسم شعبو، الذي يتعاون فيه للمرة الأولى مع المنتج والممثل سلطان النيادي، والممثل الكوميدي جابر نغموش، الذي يجسد شخصية ابنه الأكبر، نتحدث عن السينارست والممثل جاسم الخراز، الذي التقيناه في هذا الحوار: } حدثنا عن مسلسلك الجديد مكان في القلب، وما الذي جذبك للدور؟ - الجيد في هذا العمل، أنه يناقش فترة وحقبة زمنية مهمة للغاية، وهي حقبة الثمانينات في الإمارات، والتي كان لها تأثير كبير وعلامات راسخة في الأذهان حتى هذه اللحظة، وكانت الحياة الاجتماعية مختلفة تماماً عن الحياة الآن، فجمال المسلسل أنه يلعب بشكل كبير على الذكريات وفترة الماضي، الذي يعيش عليها الكثير الآن، وعلى أيامها الجميلة، إضافة إلى هذا، بساطة القصة وكوميديا الموقف الموجودة في العمل، وكانت من ضمن أسباب قبولي لتجسيد شخصية الابن الأكبر ل بارود، والذي يقوم بتجسيده الفنان جابر نغموش، وهناك شيء قوي تشرفت به في هذا العمل، وهو أنني وقفت للمرة الأولى أمام الفنانين سلطان النيادي وجابر نغموش. } ما دورك بالتحديد في المسلسل؟ الدور ينحصر في شاب يعيش موضة الثمانينات، ويعشق السيارات والتنزه بها، مع سماع الأغنيات بداخلها بصوت مرتفع يؤذي الجيران، وإلى جانب هذا فهو أيضاً مثقف ويعشق الشعر، وله العديد من الأخطاء بسبب طيش الشباب، إلى أن تم توريطه من قبل صديق مقرب له في إحدى المشكلات التي نالت أيضاً من والده في النهاية. } لماذا دائماً يركز الكتّاب والمنتجون على أعمال حقبة الثمانينات وما قبلها؟ - ليس تركيزاً بمعنى الكلمة، فهناك أيضاً أعمال معاصرة اجتماعية، تعرض وتقدم على الشاشات المحلية، ولكن الأعمال القديمة وأخص بالذكر الشعبية منها، تلقى رواجاً كبيراً، ولها تأثير كبير في الجمهور المحلي والخليجي في الوقت نفسه، أكثر من الأعمال المعاصرة بمختلف أشكالها، لكنها ليست قاعدة يسير عليها الجميع. } كيف تختار الأعمال التي تشارك فيها كممثل؟ - بكل صراحة، عندما يكون لديك عملان، وتحاول جاهداً أن تختار الأفضل، أو أن تجسد الاثنين معاً، حتى لو كان الواحد منهما ليس في المستوى المطلوب، وبالتالي تكون فكرة الانتقاء والاختيار معدومة عند الفنان، أو الشخص المعروض عليه، وهذا ما حدث معي، فالمعروض ليس بالكثير، كي أفاضل أو أنتقي، ولكن في النهاية شخصيتي في مكان في القلب مهمة ولها هدف كبير، ورسالة كبيرة سيكتشفها المشاهد خلال الحلقات المقبلة. } برغم أن العمل كوميدي، لكنك تقول إن له هدفاً كبيراً، فما هذا الهدف؟ - بالفعل، على الرغم من كون العمل في ظاهره كوميدياً بحتاً، وبه العديد من المشاهد والمواقف الكوميدية، إلا أن به جانباً وطنياً كبيراً، سيظهر في سياق العمل خلال النصف الثاني من رمضان مع المحافظة على الحالة الكوميدية التي يقوم عليها العمل، والفكرة الوطنية الموجودة في العمل، تتكلم عن تضحيات أبناء الإمارات وحبهم لوطنهم ووطنهم العربي الأكبر، وأشياء كثيرة سيتفاجأ بها المشاهد خلال الأيام المقبلة. } لماذا لم نر جزءاً ثالثاً لوديمة وحليمة هذا العام؟ وما رأيك في النصوص الموجودة بصفتك كاتباً وسينارست؟ - أعتقد أن جزأين كافيين بالنسبة لي وللجمهور، حتى لا يمل من الشخصيات، فالمسلسل كان عبارة عن فكرة وتطورت، ورأيت بعد أن نال الجزء الأول نجاحاً ساحقاً، أن نقوم بعمل الثاني، وبالفعل قدمناه ونال نجاحاً، أضيف إلى نجاح الجزء الأول، وهنا اكتفيت بجزأين للبحث عن عمل جديد، وقصة تستحق، حتى لا أعلق نفسي في دائرة وديمة وحليمة، بالرغم من وجود العديد من الأشخاص الذين يسألون عن جزء ثالث حتى الآن، وفي كل مكان أتواجد فيه. أما بالنسبة للنصوص والأعمال الحالية، فهي متفاوتة، فهناك الجيد والجيد جداً والممتاز، وهناك العادي، لكن في النهاية هناك نقلة نوعية في معظم الأعمال، وأغلب المنتجين المحليين مشاركون هذا العام، وقاموا بالتنويع ما بين الدرامي التراجيدي، والوطني والكوميدي. } هل انحصر جاسم الخراز في كتابة القصص الكوميدية، ولن يخرج منها؟ - نهائياً، ولا أعتقد أن هناك فناناً أو كاتباً أو أي شخص يريد أن يبقى في منطقة واحدة في عمله، والفن بشكل خاص يحب التنويع، وعدم التمسك بشيء وحيد، فالجمهور يمل بسرعة من التكرار، أو رؤية الفنان، ممثلاً، كاتباً، مخرجاً، في قالب واحد لا يغيره، وأنا الآن في الطريق لإخراج عمل درامي، أعكف على كتابته بعد عيد الفطر المبارك، خصوصاً أن ملامح الفكرة بشكل كبير اكتملت لدي، وأيضاً أصبح لدي وقت لعمل هذا، فالفترة الماضية لم يكن هناك أي وقت للكتابة أو التفكير. } المعروف عنك أن بدايتك في المسرح، وجاء من بعده التلفزيون، فلأي منهما أولوية العمل بالنسبة لك؟ - أولويات العمل بينهما تحددها طبيعة العمل نفسه، فالعمل الجيد هو من يفرض أولويته، فلا يوجد لديَّ أي هواجس تتعلق بدخل مادي من وراء العمل الفني، تدفعني لقبول العمل أياً كان، أو رفضه، فأنا لدي وظيفة توفر لي مصدر دخل ثابت، وبالتالي تبقى الأولوية لجودة العمل نفسه وأهميته. } بالنسبة للسينما وعدم مشاركتك في أي مهرجانات دولية أو محلية، خصوصاً بأفلام قصيرة مثل الماضي؟ - بكل صراحة لم يعرض عليَّ شيء قوي في السينما، لتقديمه خلال السنوات الأخيرة الماضية، أما بالنسبة لفكرة المشاركة، فأرى أن تلك الأفلام أصبحت في وضع سيىء للغاية، ولم تعد مثل السابق، فكان وضعها خلال التسع سنوات الماضية، أفضل بكثير، والمجموعة التي كانت تعمل فيها كان لها هدف، لكن معظمهم أو جميعهم انتقل الآن إلى الدراما، وبالتالي أصبح المكان خالياً.