×
محافظة المنطقة الشرقية

السلطات الأمريكية تتحرى عن شركاء «داعشيين» لـ «قاتل أورلاندو»

صورة الخبر

لم يستغرق تنفيذ أمر أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان، بإعادة افتتاح سوق "المناخة" التاريخي بالمدينة المنورة سوى 3 أشهر ليعود واقعا يشاهده زوار مدينة المصطفى، عليه الصلاة والسلام. حيث بدأ الافتتاح المبدئي للسوق أول من أمس بـ1000 بسطة، وهو المرحلة الأولى للتطوير الذي يتوقع أن يعيد لهذا المعلم التاريخي المهم رونقه. وكان السوق الذي يمتد تاريخه إلى العهد النبوي الشريف، أغلق في منتصف الثمانينات الميلادية أثناء توسعة الحرم النبوي. صورة ذهنية أعادت حركة البائعين والمشترين أول من أمس في سوق المناخة التاريخي بوجهه العصري، إلى أذهان أهالي المدينة صورة السوق الشعبي القديم الذي يشبه بحسب عدد منهم "المولات" الكبيرة اليوم، من حيث الشمولية والتكامل، مؤكدين أنه يعتبر من أشهر أسواق الحجاز وأحد أهم ملتقى التجارة الإسلامية. وقال خالد العمري (مهندس في الأمانة): كلما زرت المجمعات التجارية الضخمة ازداد تعطشي لطرح فكرة محاكاة أسواقنا القديمة تلك، كالعنابية بممراتها وأرضها المرصوفة بالحجارة وتصاميم دكاكينها المتراصة ورواشينها والمناخة والزاهدية، فمثل تلك المخططات الهندسية تحافظ على روح الهوية المدنية. أما منوه الرشيدي فتؤكد أنها كثيرا ما تحكي لأبنائها خلال زيارتهم للمجمعات التجارية عن روح الأسواق القديمة. وهو ما تؤكده أماني العليان التي تقول: إن الإنسان بطبيعته البشرية يحن ويركن ويستريح إلى الجميل من الماضي، خاصة الذاكرة المكانية التي لا تموت إلا بموت الشخص. عراقة يسرد الباحث في تاريخ المدينة المنورة فؤاد المغامسي بعض ملامح السوق قائلا: حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته إلى المدينة المنورة والشروع في تكوين دولة الإسلام التي تشرفت المدينة المنورة بأن تكون أول عاصمة إسلامية لها، على أن يحدد لأهل المدينة موقعا مستقلا لنشاطهم الاقتصادي والتجاري، مشيرا إلى أن "ابن شبة"روى في مصنفاته التاريخية عن المدينة ما نصه (لما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجعل للمدينة سوقا، أتى سوق بني قينقاع، ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال: هذا سوقكم فلا يضيق ولا يؤخذ فيه خراج)، وعرف هذا السوق بسوق "المناخة" الذي يعتبر من أهم أسواق المدينة المنورة حتى اليوم. لماذا المناخة؟ سمي "المناخة" كونه مناخ أبل القوافل التجارية، يقول الباحث المغامسي: يقع السوق غرب المسجد النبوي الشريف، وتحديدا خارج السور الداخلي، تبدأ حدوده من مسجد المصلى (الغمامة) جنوبا وحتى قلعة باب الشامي سابقا، وهي قلعة كانت تقع على جبل سُليع خلف مكتبة الملك عبدالعزيز حاليا، وسمي السوق بهذا الاسم لأنها كانت تستعمل مناخا لقوافل التجارة، فشكل ملتقى التجارة من جميع أنحاء العالم في سوق أهل المدينة الذي عرف بشموليته وتكامله.