قبل ثلاث سنوات قبضت شرطة منطقة الرياض على مجموعة من الأشخاص قاموا بتنظيم حملة وهمية؛ لجمع التبرعات للشعب السوري، تشمل المواد الغذائية وملابس الأطفال وغيرها، مستعينين بالرسائل النصية وتقنية الـ"واتساب".. حيث حضروا للموقع بثلاث شاحنات، امتلأت بالكامل خلال دقائق معدودة! يقول هؤلاء اللصوص -نقلا عن صحيفة الرياض حينها- "إن طيبة المواطن السعودي وتعاطفه مع القضايا الإنسانية والعربية، خصوصا وضع الشعب السوري الشقيق ومحاولة مساعدتهم، وتقديم العون والمساعدة لأطفال سورية هو ما جعلهم يتجهون لجمع التبرعات التي ستعود عليهم بمبالغ كبيرة"! على كل حال وحالة، استغلال عاطفة هذا الشعب ليست جديدة.. ولن تنتهي..! الفترة الأخيرة أطلَت حملات جمع التبرعات برأسها من جديد.. وبالرغم من كون كثيرين بدؤوا يفقدون ثقتهم في هذه الحملات إلا أنهم لا يزالون أسرى لعواطفهم وإنسانيتهم! أمس عادت وزارة الداخلية السعودية لتكرر تحذيراتها من استغلال معاناة الشعب السوري عبر جمع التبرعات.. الفرق هذه المرة أن مفردات التحذير أكثر حدة: "سيجري ضبط كل من يدعو أو يقوم بجمع التبرعات دون ترخيص، وإخضاعهم للأنظمة المرعية بالمملكة وإيقاع الحجز التحفظي على حساباتهم البنكية المعلنة لجمع الأموال، كما سيتم إبعاد غير السعوديين ممن يرتكبون مخالفة الأنظمة بجمع التبرعات بعد تطبيق العقوبات المقررة نظاما بحقهم"! عند نقاش قضايا جمع التبرعات لا بد من الانتباه لنقطتين.. الأولى: أن الطيبة والنخوة و"الفزعة" وعمل الخير في صميم ثقافة الناس وموروثاتهم، بل وجيناتهم التي تطبع تصرفاتهم -"شيك مفتوح"- لذا يفترض أن تتم رعاية هذه الفطرة السليمة وحمايتها من الاستغلال.. بمعنى: يفترض القبض على هؤلاء الذين يستغلون الناس.. زمن التحذيرات انتهى.. النقطة الثانية: لا ينبغي توجيه الحديث للناس.. الناس ليست مستعدة لملء آذانها بكلام هي في النهاية ليست على أدنى استعداد للعمل به.. أو قل: لا تستطيع العمل به!