حاضر أصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس في موضوع يشغل الساحة الإسلامية والعالمية باهتمام كبير، ويترقب العالم كله ألا ينقضي شهر رمضان المبارك إلا وقد أثمر نوعاً من الانفراج والتفاؤل في العلاقات بين الأمم والشعوب، إذ تناولوا موضوع رمضان رسالة سلام للعالم، وذلك استثماراً تطبيقياً لأحاديث النبي - عليه الصلاة والسلام - في ترسيخ ثقافة السلام في شخصية الصائم المسلم وفي أسرته، ومجتمعه، ثم العالم أجمع، حيث حثّ النبي - عليه الصلاة والسلام - كل صائم بقوله: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، وقوله صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. وقال العلماء إذا كانت أخلاق المسلم الصائم ملتزمة بهذين الحديثين الشريفين، فإن شهر رمضان حتماً سيكون رسالة سلام للعالم، يضاف إلى ذلك أن لفظة السلام تحديداً قد خبأها الله - سبحانه وتعالى - لكل مسلم في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؛ لأنها تحمل دلالة عظيمة هي السلام سلام هي حتى مطلع الفجر، كما تحدث علماء الإسلام في العصر الحديث في مؤتمراتهم وندواتهم فبرهنوا للعالم ولحكمائه وحكامه، أن تكلفة السلام سهلة ميسرة، وقيمة إنسانية نبيلة، ومنهج لبناء حياة كريمة، وبذلك يدرك العالم أن تكلفة الحروب والخصومات تهدر كرامة الإنسان وحضارته وقيمه، فضلاً عن اقتصادات الدول وأرواح الناس، ولذلك ركز العلماء الضيوف على هذه الثقافة الرمضانية ثقافة السلام، آملين أن تسود العالم جميعاً روحانيتها وقيمها. فيما تناول العلماء أيضاً في أحاديث يوم أمس يوم في بيت النبوة أي صيام رسول الله، فشرحوا للناس المنهج النبوي في اقتصادات الصيام والبعد عن الإسراف، عندما تناولوا ما هو سحور رسول الله؟، وعلامَ كان يفطر؟، فالماء والتمر هما الغذاء الرئيسي، وما زاد عن ذلك فمن نعم الله التي ينبغي أن تشكر ولا تكفر بالإسراف والتبذير والهدر، فضلاً عن تعب الزوجات وربات البيوت، فرمضان في بيت النبي - عليه الصلاة والسلام - هو رمضان اليسر والسهولة، والتخفّف من ملذات الحياة، والاعتكاف على كتاب الله ومدارسة علومه وأحكامه، وشملت المحاضرات نحو 41 موقعاً من المساجد والمنتديات والمجالس والمؤسسات، ومنها ست محاضرات مخصصة للنساء.