متابعة - بلال قناوي: رغم اعتراض القليل من الأندية على قرار اتحاد الكرة بتقليص عدد فرق دوري النجوم من 14 إلى 12 فريقاً اعتباراً من موسم 2017 - 2018، إلا أن الغالبية رحبت بالقرار وأيدته ووافقت عليه. والكل أجمع على أن التقليص سيعود بالفائدة على الدوري وعلى الكرة القطرية، وعلى المنافسة وعلى المستوى الفني للدوري. الكل أيضاً داخل أروقة اتحاد ومؤسسة دوري النجوم يرى أن التقليص هدفه التحوّل بدورينا من الاهتمام بالكم إلى الاهتمام بالكيف، والاهتمام بالأداء ومستوى المباريات، وأيضاً مستوى المنافسة التي تكاد تختفي، خاصة في القمة وفي منطقة الوسط والصراع على المربع الذهبي. هذا التقليص في عدد فرق الدوري الذي جاء نتيجة طبيعية لتراجع مستوى بعض الفرق وعدم جدوى مشاركتها بدوري النجوم حيث لم تقدّم أي جديد، وبات وجودها مثل عدمه، يقودنا إلى تقليص جديد ومن نوع آخر ومختلف، ويتعلق بالمحترفين الأجانب الذين يصل عددهم في كل فريق إلى 4 لاعبين بمجموع 56 لاعباً. هذا العدد الكبير من المحترفين الأجانب ماذا قدّم للدوري؟، وماذا قدّم للكرة القطرية التي تستعدّ لاستضافة أكبر حدث كروي في العالم وهو مونديال 2022 والذي يحتم علينا من الآن العمل على الارتقاء بدورينا وانتقاء المحترفين الأجانب حتى يكون الدوري خلال السنوات المقبلة يليق باستضافة بلادنا لأول مونديال في الشرق الأوسط. السؤال الذي يطرح نفسه أيضاً هو كم لاعباً من الـ 56 محترفاً أجنبياً يستحق اللعب في دورينا ؟ ولو أن اتحاد الكرة قرّر تطبيق قراره الذي اتخذه منذ عامين بتقليص المحترفين من 4 إلى 3 في دوري 2015، ثم إلى 2 فقط في 2016، هل كان ذلك سيؤثر سلباً على الفرق وعلى مستواها وعلى نتائجها بالدوري؟ السؤال الأكثر أهمية وأكثر خطورة هو: كم عدد المحترفين الأجانب الذين تألقوا وتركوا بصمة على أداء فرقهم وساهموا في تطوير مستواها وأدائها ونتائجها ؟ نعتقد أنه من السهل على أي متابع جيّد لدوري النجوم، ولجميع الفرق الإجابة عن هذا السؤال، ومن السهل أيضاً عمل إحصائية دقيقة لعدد المحترفين الأجانب الذين تركوا بصمة مع فرقهم لقلة عددهم. ونعتقد أيضاً أن من يفكر بالعقل وبالمنطق سيوافق على الفور على تقليص عدد المحترفين إلى 3 فقط وليس اثنين. ولا شك أن التعاقد مع 3 محترفين على أعلى مستوى فني وبدني، سيكون أفضل بكثير من استمرار 4 محترفين أكثر من نصفهم أقل من مستوى عدد كبير من اللاعبين القطريين المتميّزين. وحتى لا يفهمنا أحد بطريق الخطأ، فإن تقليص عدد المحترفين الأجانب لن يقابله تقليص في الميزانية المخصصة للمحترفين، بل إننا نتمنى استمرارها مع تقليص عدد المحترفين الأجانب نتمنى أيضاً أن تسعى الأندية لجلب 3 محترفين بسعر المحترفين الأربعة، مع الوضع في الاعتبار الشعار الذي رفعه الاتحاد والمؤسسة وهو (الكيف قبل الكم) أي المستوى والأداء قبل العدد. عدة عصافير بحجر واحد فكرة تقليص عدد المحترفين سيعود بالفائدة الإيجابية على الفرق وعلى دوري النجوم خاصة في ظل هذا الكم الهائل من أنصاف المحترفين الذين يملكون مستويات لا تقدّم ولا تؤخّر، ووجودهم مثل عدمه. فمن ناحية سيسهم مستقبلاً مع قرار تقليص دوري نجم قطر إلى 12 فريقاً، في المزيد من المستوى الفني والمزيد من المنافسة الحقيقية، بل سيسهم أيضاً وهذا هو الأهم في جلب وجذب الجماهير التي لم تعد مقتنعة بما يقدّمه محترفو أنديتها، ونصف محترفي الفرق والدوري. ومن يدري، فربما بعد تقليص عدد المحترفين، والاهتمام بالكيف أكثر من الكم، قد نرى تغييراً حقيقياً في دوري نجوم قطر، ليس من حيث المستوى فقط، ولكن من ناحية الموقع الجغرافي للفرق الأخرى التي قد تتحوّل إلى منافس حقيقي على درع الدوري. ومن ناحية أخرى، فإن تقليص عدد المحترفين إلى 3 فقط، سيمنح الفرصة للاعب القطري للعب مع الفريق الأول بدوري نجوم، وبحسبة بسيطة سنجد 14 لاعباً قطرياً أساسياً، وهو ما سيعود بالفائدة على المنتخبات الوطنية التي تعدّ الهدف الأساسي والرئيسي من الدوري ومن المنافسة بين جميع الفرق. ليس هذا فقط بل إننا قد نجد مع فكرة تقليص المحترفين الفرصة لميلاد وجوه جديدة من الشباب القطري الذي يعتزل الكرة مبكراً لافتقاده الفرصة في دوري بلاده. التقليص والمشاركات الخارجية المشكلة الوحيدة التي قد تعيق قرار اتحاد الكرة بتقليص المحترفين هي مشاركة أنديتنا بالبطولات الخارجية خاصة دوري أبطال آسيا، حيث تتنافس فرقنا مع أندية تعتمد على 4 محترفين وهي الحجة الوحيدة التي يعتمد عليها أصحاب الرأي الخاص باستمرار المحترفين الأربعة، وهي حجة واهية وضعيفة للغاية والدليل على ذلك النتائج التي تحققها فرقنا بدوري الأبطال منذ عدّة سنوات والتي لم ترقَ إلى الطموح الذي يليق بالكرة القطرية، باستثناء حصول السد على اللقب موسم 2011، حيث أخفق الجميع سواء لخويا أو الجيش أو الريان والعربي والغرافة وحتى قطر في المنافسة على اللقب، وأكثر ما حققته هذه الفرق هو الوصول إلى دور ربع النهائي رغم وجود المحترفين الأربعة، ورغم تغيير نظام البطولة والتي أصبحت المنافسة فيها في جميع الأدوار وحتى دور نصف النهائي مقتصرة على فرق غرب القارة منذ الموسم الماضي، حيث ودّع لخويا الموسم الماضي في ربع النهائي بالخسارة أمام الهلال السعودي، ومن قبلها ودّع لخويا نفس المرحلة أمام جوانزو الصين وبوجود 4 محترفين في صفوفه. معايير ومواصفات للمحترفين الأجانب حتى تكتمل الصورة في قضية تقليص عدد المحترفين، وحتى نجبر الأندية على جلب محترفين على أعلى مستوى بنفس القيمة المالية للمحترفين الأربعة، فإن اتحاد الكرة مطالب بوضع أسس ومعايير ومواصفات للمحترفين الأجانب حتى تتحقق الفائدة المرجوة، وحتى تكون الأموال المدفوعة في مكانها الصحيح. ولعل أهم وأبرز المعايير التي يجب وضعها للمحترفين الأجانب أن يكون لاعباً بمنتخب بلاده، وألا يزيد عمره على 30 أو 32 سنة، باستثناء بعض النجوم الكبار العالميين.