خاف الوزير من معرّف «دواء الكحة» على «تويتر». أراد الاستنجاد به لحل مشكلة الفيديو المسرّب، والذي لو وصل إلى المقام الأعلى لأعفاه من منصبه. شخصيّة الوزير جسّدها القصبي بدقة. الوزير عينه في كل الذي يقوم به على الصورة، على المحيطين به الذين برمجوا له جدولاً محمّلاً بالتصوير، وزيارة المدن والقرى والهجر، كل هذا خوفاً من «مقطع الفيديو» المصوّر حيث صوّره شخص وأطلق رجليه في الريح، وغاب. العجب في «دواء الكحة». صاحب المعرّف، يبدو صغيراً في السن، لم يتجاوز بعد بملامحه الثانوية، ومع ذلك لديه جيش من المغرّدين، ويقود أسرابهم من هاشتاقٍ إلى آخر، والثمن من أجل الصمت مائة ألف ريال، وسفرتين في السنة! هذا هو شكل تويتر الذي تبيّن للوزير. لا شك أن السوشال ميديا أتاحت المجال لفيالق من الحمقى الذين كان يمكن إسكاتهم قبل التقنية، كما يقول إمبرتو إيكو، لكن العجب في تحوّلها إلى منصّة اعتيادية لا يتم التغريد فيها، بل تدار هاشتاقات تحت أوهام «القصف» و«الجلد» وكلها تعبّر عن أدواء جديدة لجيلٍ متحمّس مع التقنية، مرض لا مصل له. هناك أكثر من «دواء كحة» يتسدّح بعض أصحابها شرقاً وغرباً من الأناضول إلى روما، ويفجّرون الخصومات، وفي هذا الشهر الفضيل نسأل الله لهم الهداية، والرجوع إلى الحق بعد الضلال والزيغ.