×
محافظة المنطقة الشرقية

وفاة شاب غرقًا وإنقاذ آخر في شاطئ الفناتير بالجبيل

صورة الخبر

ازداد استهداف إحدى الجماعات المتطرفة ذات الأصول الأوروبية المعادية للمسلمين وللمساجد الأميركية مؤخراً، حيث تعقد الجماعة الأمنية الأهلية المعروفة باسم "جنود أودين" دوريات للحد من "التطرف والتشدد الإسلامي"، على حد زعمهم، وعلى الرغم من محاولة الجماعة الظهور في صورة مقاتلي الجريمة المسالمين، يحذر النقاد من زيادة نفوذهم وتأثيرهم بسبب اعتمادهم على الأميركيين الذين يبدون قلقًا من اللاجئين. ونشرت "جنود أودين" 5 من أعضائها لمساندة متظاهر وحيد أمام أحد مساجد دنفر السبت الماضي، وبعدما ادعى هذا المتظاهر امتلاء المسجد بـ"المتطرفين الإسلاميين"، دخل 4 من "جنود أودين" إلى المسجد فيما سمّوه مهمة "تقصي الحقائق"، ووجهوا للإمام العديد من الأسئلة حول موقف المسجد من الشريعة وعن التعاون من "الجماعات الجهادية"، بينما وقف شخص واحد للحراسة. وبحسب تقرير نشره موقع الأميركي، الخميس 9 يونيو/حزيران 2016، لم يجد أي منهم ما يشير إلى التطرف، كما ذكر الإمام أن اللقاء كان ودياً، وقال: "قررنا دعوة الرجال الواقفين على الرصيف لكسر الجليد، وبعدما فكّروا في دخولهم من عدمه لبرهة، قرروا الدخول، وكانوا لطفاء، وخلعوا أحذيتهم، ثم جلسنا في دائرة لنتحدث"، وأضاف أنهم سألوا بعض أسئلة عن الإسلام وانصرفوا. ونشأت جماعة "جنود أودين" في العديد من المدن الأوروبية العام الماضي، رداً على موجة طالبي اللجوء التي شهدتها حدود الاتحاد الأوروبي، ويرتدي أعضاء الجماعة ملابس سوداء أثناء "دورياتهم" التي يدّعون أنها لحماية "النساء البيض من الاغتصاب على أيدي اللاجئين"، لكن النقاد لا يصدقون ذلك، ويعتقدون أن توجهات تلك الجماعة لا تهدف إلا إلى إخافة المسلمين. وبحسب التقرير الذي نشرته Vocativ الشهر الماضي، فقد مكّن الإنترنت هذه الجماعة من التوسع، وازداد عددها بشكل ملحوظ منذ ظهرت في الولايات المتحدة في فبراير/شباط الماضي، في 42 ولاية. وترصد العديد من جماعات الدفاع عن الحقوق المدنية "جنود أودين" عن كثب، إذ يعتبرها البعض "جماعة للكراهية" بسبب موقفها من خطر اللاجئين والمسلمين، بالإضافة للغة والصور العنصرية التي يستخدمها أعضاؤها عبر الشبكات الاجتماعية. وعلى الرغم من السير الودي للقاء المسجد الذي جرى السبت، فقد اختلفت النبرة التي تتحدث بها الجماعة عبر فيسبوك، الذي يمثل المصدر الأول لتجنيد الأعضاء والتواصل معهم، حيث كتب هال يوجين هالفورسون: "حققنا هدفنا"، واستطرد واصفاً نسخته الخاصة من اللقاء: "أعلمناهم بأننا في كولورادو، وأن أعيننا عليهم، وأننا لن نسمح بالتطرف أو الشريعة في أي مكان في كولورادو". ولم يعتبر الإمام اللقاء تهديداً إلا بعدما رأى ما كتبه هالفرسون، وهو ما دفعه للاتصال بالشرطة عدة مرات، لكنه لم يتلق أي إجابة، ولم تُجب الشرطة على طلب Vocatic للتأكد من ادعاء الإمام. الجماعة تتنكر بالسلمية! في الوقت ذاته، تستمر الجماعة في التأكيد على سلميتها وعلى وجود "الكثير من الديانات والأعراق والمستويات المادية المختلفة بها"، وهو ما جاء على لسان أحد قادة المجموعة في حديثه لصحيفة Vocativ في مايو/أيار الماضي. أما منتقدوهم فيرون الأمور بشكل مختلف، حيث يشارك العديد من "جنود أودين" في جماعات عنصرية أخرى مثل: "كو كلوكس كلان" و"الحركة الاشتراكية الوطنية" التي تمثل نازيي البلاد الجدد، كما أدين جاكوب لاسكي - أحد "جنود أودين" - بجريمة كراهية في 2006، بعد هجومه على كنيس أوريغون. كما يرى مارك بيتكافغ، الباحث بمركز ADL: "تظهر دورية جنود أودين في الولايات المتحدة التي استهدفت مسجداً، بل ودخلته لاستجواب الإمام، أن الجماعة تزداد عدوانية مع زيادة تنظيمها لنفسها". وتستمر "جنود أودين" حالياً في تجنيد الأعضاء عبر موقعها الإلكتروني وحملات وسائل التواصل الاجتماعي. وفي حين سارت الدوريات السابقة لهم في الشوارع فقط، فقد كان السبت هو إحدى المرات الأولى التي تستهدف فيها مسجداً محدداً، ولن تكون الأخيرة. وقالت الجماعة: "هناك دوريات حالية لمراقبة المساجد في أنحاء الولايات المتحدة. وفي حالة دعوة الأعضاء لدخول المسجد كضيوف، فلدى القائد حرية قبول أو رفض هذه الدعوة". كما تدعي جماعة "جنود أودين" رغبتها في التعاون مع المساجد لمواجهة المتطرفين المسلمين الراغبين في إيذاء الأميركيين. وذكرت الجماعة في الرسالة الإلكترونية لـ Vocativ: "تأمل جماعة جنود أودين أن يعي المسلمون المسالمون في أميركا وجود أشخاص على استعداد للوقوف معهم لمواجهة التطرف، بالإضافة لإعلام المتطرفين بوجود أشخاص قادرين على مواجهتهم في ظرف لحظة! ولن تساند جنود أودين التطرف الإسلامي أو الشريعة في الولايات المتحدة الأميركية". كما عبر بيتكافغ عن قلقه من تصاعد أساليب المجموعة، على الرغم من عدم حدة المظهر العام لها. وأضاف أن دورياتهم تؤكد المخاوف التي ظهرت بشأنهم حول استهدافهم للمسلمين بشكل عام، بسبب غياب اللاجئين الذين يمكن التعرف عليهم بسهولة، كما أكد أن مسجد كولورادو ورابطته ليسوا المسلمين الوحيدين الذين تم استهدافهم في الولايات المتحدة على يد هذه الجماعة الجديدة المتطرفة. هذا الموضوع مترجم بتصرف عن Vocativ.