الحزم السعودي في عاصفة الحزم كان ضروريا، وإلغاء التصنيف الأممي للتحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية كان أكثر ضرورة لتصويب الخطأ الفادح ولجم القوى الحاقدة التي حاولت بهتانا وزورا إعادة خلط الأوراق بوضعها التحالف العربي الذي تقوده المملكة على اللائحة السوداء المزعومة. بهذه الرؤية، وصفت شخصيات سياسية أردنية التحرك السعودي الناجح في الأمم المتحدة والذي أرغم المنظمة الدولية لتغير موقفها، مؤكدة دددأن ما يقوم به المجتمع الدولي يدخل في نظرية الابتزاز السياسي من خلال السماح لبعض القوى لخلط الأوراق داخل المنظمة الأممية. وترى هذه الشخصيات أن وضع الأمم المتحدة اسم التحالف العربي لم يكن له ما يبرره، خصوصا أن عملية عاصفة الحزم جاءت لتثبيت الشرعية في اليمن، هذه العملية التي حظيت بالترحيب الكبير على الصعيدين الإقليمي والدولي وصفقت لها الدول الكبرى التي تحظى بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن. ويعلق أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور منير حمارنة على موقف الأمم المتحدة المتخاذل والمتناقض بقوله، إن مون كشف عن عدم نزاهته وتطبيقه المزدوج للمعايير وهو الأمر الذي من شأنه أن يضعف المؤسسة الدولية أكثر مما هي ضعيفة أصلا معتبرا ما جرى بأنه خروج أممي صارخ يجب التوقف عنده. ولا يستغرب حمارنة مواقف المؤسسة الأممية على مدار 60 عاما تتجاهل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني واحتلال أراض عربية بالقوة علاوة لتجاهلها للإبادة الطائفية في العراق. ويصفق الحمارنة كثيرا للموقف السعودي في الأمم المتحدة واصفا ما قام به المندوب السعودي الدائم لا يقل أهمية عن عاصفة الحزم لأنه أتى بنتائج هزمت وفضحت كذب وافتراء الأمم المتحدة التي عليها الآن التوقف عن الكيل بمكيالين تجاه القضايا العربية معتبرا ما جرى شكل انعطافة كبيرة في تعزيز، وقوة الموقف العربي في المحافل الدولية، مؤكدا أن الفضل في ذلك للسعودية. بدوره اعتبر المحلل السياسي، ونائب رئيس مجلس النواب السابق محمد الردايدة أن الانتصار السياسي الذي حققته السعودية في الأمم المتحدة أكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحسابات الدولية لم تعد كما كانت، فقد ظهرت السعودية كقوة سياسية إقليمية عالمية بعد أن ظهرت كقوة عسكرية إقليمية قادرة على مواجهة التحديات، وهو ما أزعج بعض الدول بشدة. ويقول الردايدة، إن الانتصارات السعودية العسكرية، والسياسية تدفع جميع أطراف اللعبة الدولية إلى إعادة حساباتها في المنطقة حتى الأمم المتحدة،باتت عاجزة بعد أن قامت السعودية بكشف ادعاءاتها الباطلة، مما أوقعها في حرج كبير أمام العالم. بدوره يذهب رئيس لجنة التنسيق الحزبي خالد بواليز إلى أبعد من ذلك بقوله، إن المطلوب وبعد نجاح الدبلوماسية السعودية بالأمم المتحدة، يجب أن تتولى السعودية قيادة الموقف العربي في المحافل الدولية، وأن تقوم الدول العربية بمنح المملكة التفويض الكامل للتحدث نيابة عنها موضحا بأن العالم لايفهم سوى منطق القوة وهذه القوة تملكها السعودية بلا منازع. ويرى أن ما جرى من الأمم المتحدة شكل ضربة كشفت عن تخبط الهيئة الأممية ومنح السعودية قوة إضافية على الصعيد السياسي وعززت المصداقية في سياسة المملكة بمختلف الاتجاهات.