كنت على مدى عقد من الزمن تقريباً أنتقد بشدة إعلاماً هلالياً ومحاولاته تحويل الأنظار وسحب الأضواء من (جماهيرية) لاعب ونجم نادي النصر والمنتخب السعودي آنذاك ماجد عبدالله إلى المنافس التقليدي الهلال (متبنياً) حكاية اللاعب سامي الجابر الذي صنع منه نجماً كببراً وهو في سن صغير لم يخط شنبه بعد. ـ صدق الهلاليون إعلاماً وجماهير هذا الاختراع (الورقي) ونال جدا إعجابهم فبدأوا يروجون له لعله (ينجح) وتصل هذه الصناعة الإعلامية إلى ما وصل إليه (الأسطورة) ماجد عبدالله ليتحقق الهدف التسويقي (الربحي)، ومن هنا بدأت انطلاقة المعارك الصحفية بين مؤيد داعم، ورافض معترض على مقارنة غير متساوية وأن ألقت في الواقع بظلالها على الجماهير وتنافس كروي زاد من توهجه ليتحول إلى مسار فطن له النصراويون بعد اعتزال ماجد عبدالله الكرة فابتكروا هم أيضا بدعة اللاعب الخطير الهداف سعد الحارثي ظناً منهم أنه اللاعب الأنسب لمقارعة (الشاطر) الذئب الهلالي. ـ ظنون النصراويين خابت تماما وآمالهم بعد فترة وجيزة تحولت إلى سراب وبالذات بعدما غاب نصرهم عن البطولات واستحوذ منافسهم على الألقاب ساهم فيها (سام6) والذي ارتفع رصيده من الانجازات بفضل ما كان يحظى به من (تميز) ورعاية خاصة في مرحلة فرضت تثبيت وجوده قائدا للمنتخب مشاركا أيضا في (انتكاسات) خطيرة في مسيرة الأخضر السعودي. ـ هذا التميز الذي حظي به الهلال وأسطورتهم بات اليوم يمثل هاجساً مخيفاً للنصراويين وغير النصراويين وإن كان الإعلام النصراوي على وجه الخصوص أصبح يأخذ منحنى فيه من (الترسيخ) لمرحلة سابقة لم تنته من (التدخلات) الهلالية التي تحاول إبعاد نجوم النصر عن تمثيل المنتخب وكان هذا واضحاً بعد تحقيق النصر بالموسم الماضي بطولة الدوري وكأس ولي العهد وحملات فضائية وتويترية بدأت قبل دورة الخليج وقبل وأثناء بطولة آسيا ومازالت مستمرة وإن اتجهت الآن بعدما تألق محمد السهلاوي في مباراة واحدة على نفس خطى الإعلام الهلالي في إثارة (مفتعلة) تجاه لاعب لاننكر أنه يمتع بموهبة كروية فذة ولكن يجب ألا تتجه في مسار (التقليد) وخطأ جسيم يتكرر للمرة الثانية فلا نريد كمحبين ومعجبين بالسهلاوي أن يخسره ناديه والكرة السعودية وتأتي نهايته مثل سامي الجابر (مرغماً لا بطل) أو مأساوية قاتلة مثلما حصل للاعب سعد الحارثي، وقد صدق من قال (إنَّ من الحب ما قتل).