×
محافظة المنطقة الشرقية

إيراني ويشخص الأنبياء: قناة موريتانية تضطر لوقف مسلسل "يوسف" بعد انتقادات حادة

صورة الخبر

المبادرة التي طرحها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ليل الخميس الماضي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ربما تشكل طوق النجاة، وصمام الأمان لتونس وديمقراطيتها الوليدة، من المتربصين بها في الداخل والخارج، وما أكثرهم. ولعل الرئيس قايد السبسي، بما له من تجربة وخبرة سياسية واسعة، قد تكشفت له الحجب، بأن إصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دولة مثل تونس خرجت لتوها من دكتاتورية حكمت وتحكمت في المصائر لسنوات طويلة، لن يتم إلا عبر ترويكا سياسية تضم أضلعاً ثلاثة هي: الأحزاب السياسية والنقابات والمؤسسة العسكرية، وأن إبعاد أي طرف من هذه الأطراف، سيكون مهدداً حقيقياً للتجربة الديمقراطية الناشئة. قايد السبسي أمعن النظر في تجارب دول، أوضاعها مشابهة لتونس، لم تنعم بالاستقرار، وأجهضت الديمقراطية فيها باكراً، ولتلافي هذا يرى إشراك الأطراف كافة في اللعبة السياسية. ما لا يعيه السياسيون في عالمنا الثالث هو أن الشعوب عندما تثور على جلاديها، وتنتزع السلطة منهم، تكون قد وصلت مرحلة اللا عودة، وأنها تريد إصلاحاً عاجلاً، وحقيقياً وجذرياً للأوضاع. وفي الحالة التونسية، فإن الشعب يريد إصلاحاً اقتصادياً، ويريد جيش من الخريجين العاطلين عن العمل التوظيف وهذا ما أشعل شرارة ثورة الياسمين، وفوق هذا وذاك يريد الأمن. ولعل من نافلة القول أن حكومة الحبيب الصيد منذ توليها زمام السلطة، لم تتقاعس في معالجة هذه الملفات، التي ورثتها من نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، ومن الحكومات التي خلفته. ولكنها وكما قال الصيد نفسه ذات مرة إنه لا يملك عصا سحرية، تصلح خراب وفساد عقود من الزمان في بضعة أشهر. مجمل القول، إن قايد السبسي قصد بمبادرته إشراك الأطراف التي ظلت تشكل عامل ضغط على الحكومة، كالاتحاد العام للشغل المنظمة الأقوى في البلاد الذي ظل يعبر في كل مناسبة عن دعمه للحكومة، ولكنه في الوقت نفسه يدعم الاعتصامات والاحتجاجات النقابية لزيادة الأجور والتوظيف، متجاهلاً أن اقتصاد البلاد يعاني من أزمات يأخذ بعضها برقاب بعض، وأن مسألة تعافيه قد تحتاج بالضرورة إلى سنوات وسنوات. اتحاد الشغل أعلن رفضه المشاركة في الحكومة المقترحة التي حصدت موافقة الحزب الشريك في السلطة النهضة والاتحاد الوطني الحر، ولكنها دون موافقة اتحاد الشغل لن تنفذ إلى الهدف الذي طرحت من أجله، وستظل تونس تعاني من الإضرابات والاحتجاجات، إلى أن يقيض الله لها مخرجاً. فتح العليم الفكي alzahraapress@yahoo.com