جاء رمضان بحلتة الروحانية وبدأ السباق إلى الخيرات والتسابق إلى الفضائل. بداية أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان وإلى الشعب السعودي الكريم والأمة العربية والإسلامية التهاني بقدوم هذا الشهر الفضيل سائلا الله أن يعيده علينا باليمن والبركات وأن يعيننا على صيامه وقيامه. ما بين رمضان الماضي والحالي يتوجب أن تعيد الأنفس حساباتها وتراجع كشف حسابات العمل سواء ما يتعلق بالأعمال الدينية وما يندرج تحتها من تفاصيل وهي ما بين العبد وربه والحياة العملية بكل تفصيلاتها وأوجهها، والحياة الشخصية فرمضان فرصة سانحة لمحاسبة النفس في جميع مجالات الحياة والعيش وكل ما يتعلق بها. مرت سنة أتمنى من كل إنسان وهو يعيش روحانية الشهر أن يعيد حساباته مع نفسه في تعاملاته ومعاملاته في عمله في ماكلة ومشربه في أموره الخاصة والعامة وأن يوزن ما بين الدين والحياة لأن رمضان فرصة لإعادة صياغة السلوك الإنساني فمن كانت له أخطاؤه عليه أن يعيد النظر في العديد من الأمور. ما بين رمضانين أتمنى أن تعيد الوزارات والمصالح الحكومية النظر وأن تدقق في المشاريع التي اعتمدت منذ العام الماضي وحتى الحالي فهنالك ظواهر متعلقة ببعض الوزارات لا تزال كما هي عليه لم تتغير رغم تخصيص الموازنات ووضع القرارات وخروج التصريحات القاضية بالحلول والرامية إلى إنهاء المشكلات وهنالك مئات المشروعات المتعثرة التي لا تزال تراوح مكانها في رمضان على كل مسؤول أن لا ينظر بأمانة موسمية في المعاملات التي بين يديه فحسب عليه أن يراجع ما تم عمله منذ رمضان الماضي وحتى الآن وما هي الأمور الإيجابية التي عملها في إدارته لتعزيزها وما هي السلبيات ليتداركها ليس في رمضان فحسب ولكن عليه أن يتخذ من رمضان نقطة بداية ومسار تصحيح مستمر لتعديل الأمور نحو إطارها السليم ووجهتها المفترضة في كل العام رمضان شهر يحمل في طياته الخير وعلى رجال الأعمال والموسرين وفاعلي الخير أن يعيدوا النظر في إخراج الزكاة في هذا الشهر بطريقة خفية بعيدة عن الرياء وملاحقة بعضهم للفلاشات بل يجب أن يكون رمضان انطلاقة فعلية لخير لاحق في الشهور الأخرى فالفقراء والمساكين وطالبو الخير موجودون والفرصة مواتية لأن يكون الأمر معمما خارج رمضان أيضا فرمضان عنوان للخير وبقية الشهور تفاصيل لما يجب فعله في أوقات تقل فيها الصدقات وتتناقص فيها أعمال الخير فالجدير أن يكون لهذه الأعمال صفة الديمومة في كل شهور العام والأمر أيضا يشمل الجمعيات الخيرية التي تنشط في رمضان وينقص عملها خارجه. في رمضان يتبادل الجميع رسائل التهاني الاليكترونية حيث تقل الاتصالات الهاتفية وتتناقص الأصوات وتنعدم الزيارات الخاصة بالتهنئة في بدايات الشهر والتي كانت حاضرة في حياتنا في سنوات مضت علينا أن نعيد النظر في ذلك وان نهنىء بقلب حاضر وروح مبادرة بعيدا عن إعادة توجيه الرسائل الجاهزة إلى بعضنا البعض ونؤدي المهمة بالأجهزة بعيدا عن القلوب والأنفس. في رمضان العديد من مظاهر الخير ومعاني الفضيلة وسمات النبل وتفاصيل الأمانة وبصمات الأجر وعناوين الرحمة نتمنى أن توظف بشكلها المنطقي وبأصلها المفترض وأن تنعكس بالإيجاب على معاملاتنا وسلوكياتنا وأعمالنا وحاضرنا ومستقبلا وأن يكون رمضان فعلا بيئة دينية ودرس إيماني وشعيرة عظيمة ننهل منها التعلم والتدريب والعمل الواقعي في كل شهور العام حتى يأتي رمضانا آخر لنتعلم المزيد ونؤهل أنفسنا أكثر لنكون جامعين ما بين العلم والعمل والدين والحياة الجميلة التي يصنعها ويصيغها رمضان في دواخلنا فلنتسفد منها ولنعلم أجيالنا ولنجني الثمرات بالعمل والنتيجة حاضرا ومستقبلا. مقالات أخرى للكاتب القناصل السعوديون.. الواقع والطموح أم الصابرين الاقتصاد المعرفي واستثمار الطاقات الأوامر الملكية.. الهيكلة والرؤية والتطوير المواطنة ومكافحة الفساد وتحقيق الرؤية السعودية