قررت سلطات ولاية عين تيموشنت، الواقعة أقصى غرب الجزائر، ترميم ضريح الملك سيفاكس الذي حكم مملكة نوميديا الغربية بين 215 و203 قبل الميلاد. وطلبت الولاية من مرممين وحرفيين وعارفين بشأن البنايات الضخمة القديمة التقدم لدراسة العروض للشروع في العمل بأقرب وقت. وكان الضريح عانى مثلما عانى الكثير من آثار العصور القديمة من الإهمال. وتعرض لتلف في بعض أجزائه نتيجة حفريات عشوائية من مجهولين ربما بحثاً عن كنز، ولم يتمكن أحد حتى الآن من اختراقه والولوج إلى داخله ، لكن الجمعيات المهتمة بالآثار أعربت عن خشيتها من أن يتصدع المبنى جراء استمرار الإهمال. وكان لضغط الجمعيات أثره حيث صنف المعلم المهمل العام الماضي ضمن التراث الوطني الذي يستدعي الرعاية والاهتمام. وكانت مملكة سيفاكس تمتد من المحيط الأطلسي حتى نحو 400 كلم في عمق تراب الجزائر الحالية ؛ لتجمعه حدود مع جارته نوميديا الشرقية. وكان البلدان في حرب مستمرة تقريباً، فسيفاكس كان متحالفاً مع الرومان فيما تحالفت الشرقية بقيادة الملك جايا ثم ابنه ماسينيسا مع قرطاجة. وقبل سنوات كانت ولاية قسنطينة، التي كانت تسمى سيرتا حين كانت عاصمة نوميديا الشرقية، رممت ضريح الملك ماسينيسا.