بدأ الفيلم السينمائي القصير التابو أولى مشاركاته الدولية في مهرجان OZARK SHORTS الأمريكي، وهو من تأليف وإخراج علي الصايغ، ومن إنتاج مؤسسة دراما للإنتاج والتوزيع الفني. ويتطرق الفيلم إلى حدود المحظور في المجتمعات، وارتباط المجتمع القيمي بضرورة الالتزام بهذه الحدود وعدم جواز تجاوزها. التابو يؤكد أن المجتمع المتماسك يستمد قوته بمدى تأصله بمبادئه وقيمه وأخلاقياته، ويرى بأن جميع الفنون تتقاطع لتتألق بنقائها، لكن عندما تتجاوز المحظور فإنها تتهاوى كأوراق ذابلة. يقدم مخرج العمل من خلال الفيلم ثلاث شخصيات تتصارع حول معضلة ألا وهي تكوين فكرة جديدة ترفع من أسهم صحيفة من الصحف. ويحمل رسام الكاريكاتير بالصحيفة المسؤولية كاملة من قبل مسؤول التحرير للرفع من مستوى مبيعات الصحيفة. يعيش رسام الكاريكاتير صراعاً مع نفسه لإيجاد أفكار جديدة تسهم في رفع أسهم المؤسسة التي يعمل بها، ويقع تحت ضغط كبير ممن حوله بدءاً من مسؤول التحرير ولغاية زميلته الصحافية مريم. يعيش رسام الكاريكاتير عصفاً ذهنياً، وبفهم قاصر أو توجيه غير واضح، يخسر نجاحاته برسمة واحدة؛ إذ يرسم ما يتعدى حدود القيم والأخلاق السائدة في مجتمع ما، مما يخلق رأياً عاماً معادياً له. يبحر بنا فيلم التابو في الصراع الداخلي لأي إنسان في موضع المسؤولية المجتمعية، متخذاً من الصحافي، وبالتحديد رسام الكاريكاتير، أنموذجاً ورمزاً ينطلق به بخيالاته، معتبراً أن التميز له مرتكزات لا تغيب عن موضع الحدود واللياقة الأدبية، ولعل اختيار المخرج لاسم جهاد - كشخصية أساسية في الفيلم - قد يجرنا إلى مغزى آخر مغاير عما هو متوقع؛ فكلمة الجهاد كلمة قوية، تستأثر بمعنى عميق، ودلالة، وفعل له في الضمير والثقافة الكثير. سوى أن شخصية جهاد (رسام الكاريكاتير) يخطئ بحق نفسه ومجتمعه، ما يوحي إلينا بمعنى أن النية قد لا تتقاطع مع الصواب في أحيان.