(1) عند مدخل مقهى شعبي استوقفته عبارة (يمنع الدخول لمن هم دون 18 سنة)، مكث يتأملها، ولم يتحرك إلا حين ناداه أحد الصبية العاملين: تفضل ياعم، أحضر لك «صافي وإلا مخلوط» ؟! (2) بسيارته المحملة يسير في أقصى اليسار متجاوزا إرشادات المرور، بجانبه صاحب البضائع متوترا يعاتبه: «الشاحنات تلزم المسار الأيمن» يخفض صوت المسجِل موضحا: عربتنا مشحونة لا شاحنة.. ! (3) فتش الملف على عجل ثم قذفه: يبدو أنك لم تطلع على اللوائح والأنطمة في شاشة العرض ! لملم ثبوتيات بطالته بائسا يرد : بلى ياسيدي حاولت، لم أستطع قراءتها لأنها سريعة التبدل والاختفاء !! (4) المنصب الجديد حتم عليه بسط علاقاته، لذا توجه إلى الجامعة لدراسة تخصص «العلاقات العامة» مِن أجل تطوير ذاته وأسلوبه. ارتعد متلمسا جيبه أمام لافتة القِسم التي كتب عليها: (تم إقفال القِسم وتحويل طلابه لأقسام المحاسبة). (5) لم يجد حلا لمعاناة ابنه المريض حتى باتت حالته على شرفة الموت، جمع كل التقارير الطبية مشفوعة بمدى عوزه، واتجه للمسؤول الأكبر. من مكتب إلى مكتب يحث الخطى عبر ممرات كثيرة إلى أن وصل لصالة كبرى، في نهايتها باب ضخم مهيب، علقت عليه قصاصة صغيرة: «رفقا لا تطرق الباب» !