حسن بن حمودش ** ما يجري في السوشيال ميديا وصل بالفعل إلى أعلى درجات الإزعاج والفوضى، فالبعد الأخلاقي تراجع عند الكثير من الناس، وأصبح الهاجس هو بث رسالة إعلامية والسلام، بغض النظر عن رغبة صاحبها، وعما إذا كانت تلك الرسالة ستشعل فتنة وتولع الدنيا أم لا، والرياضة ملأى بالحكايات التي تصنع رسائل من هذا النوع، فأي عمل فيه نجاح أو إخفاق، وكل مباراة فيها فوز أو خسارة، ومع التربص للهفوات والزلات، والصيد في الماء العكر، يتم تسميم الجو وتولد المشكلات. وبعض المشكلات عواقبها بسيطة، لكن بعضها الآخر لا ينتهي إلا في ساحات القضاء والمحاكم بسطوة القانون الذي يتصدى لكل متجاوز، والبداية تكون دائماً كما أرى من لحظة تسجيل الحدث أو المعلومة بدون استئذان صاحب العلاقة، ثم نشرها في خطوة تالية، ولذلك تصدى القانون لحالة التعدي على خصوصيات الرياضيين، حتى لا تصير خبيصة فيشكك كل واحد في زميله، وتتقيد حريات العاملين في كل مؤسسات الشارع الرياضي، بل وفي أماكنهم الخاصة، لأن أي واحد يمكن أن يقول كلمة لزميل له مازحاً أو مداعباً، فتتحول بالنقل إلى شيء آخر، ونحن جميعاً نعلم أن الجاهل يفتي قبل العالم في كثير من الأحيان. ** يا إخوان، الرياضة تصنع عالماً خاصاً بها من المرح والتسامح، وهي المتنفس الذي يجمع الشباب بعضهم ببعض، والأمر لا يسلم من قفشات وكلمات تتجاوز معناها، لكنها مقبولة بين الشباب . والخوف أن تصبح الهواتف بإمكاناتها العالية في التصوير والتسجيل أداة ترهيب، لا سيما إن تم توظيفها باحترافية وليس بجهل كما يحدث من قبل البعض، فيتم المونتاج بالحذف والإضافة، ليتم تخريب العلاقات المستقرة والبيوت العامرة. ** من منبر هذه الجريدة الراقية، أطالب كل رياضي بضبط سلوكه والرقابة على سلوك سواه ممن يتعدون على الخصوصية، قبل أن تقع الفأس في الرأس ويتم الاحتكام إلى القانون الذي يمنع ذلك. الشيء الذي يؤسف له أن بعض وسائل الإعلام تقوم باستغلال تلك المواد وتعتبرها مادة إعلامية مثيرة، فيتم تضخيم الصورة، وتصبح "الحبة قبة" ،ولا أعني بذلك ما حدث ما بين جمهوري العين والجزيرة وحسب، فالحالات كثيرة ولا حصر لها، لكن المهم أن نستفيد من أخطائنا، وأن نتعلم منها لكيلا تتكرر مثل هذه الممارسات، حتى يتم تزكية كل ما يجمعنا ويوحد شملنا، ونبذ كل ما من شأنه أن يفرقنا ويبدد لحمتنا.. والله من وراء القصد.