قتل أمس السبت 14 عنصرا من الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي وجرح 15 آخرون بتفجير عربة ملغمة استهدفت تجمعا لهم بمحيط جامعة الفلوجة جنوب غرب المدينة وفق مصادر عسكرية عراقية. وقد أعقبت الهجوم اشتباكات عنيفة بين تنظيم داعش الارهابي وبين قوات مكافحة الإرهاب والجيش العراقي والحشد الشعبي. داعش يشن هجوماً عنيفًا على حقل عجيل النفطي شمال شرقي تكريت قلق أمريكي واتهام لحكومة العبادي بانتهاكات الفلوجة وأوضحت المصادر أن مهاجمًا من تنظيم داعش الارهابي فجّر عربة مفخخة بتجمع للقوات الأمنية أعقبته مواجهات عنيفة بين الطرفين بالقرب من جسر التفاحة وقرية النعيمة. وفي شمال الفلوجة ذكرت المصادر نفسها اندلاع معارك عنيفة بين القوات الأمنية العراقية ومليشيات الحشد الشعبي وبين التنظيم الارهابي في مناطق حي الشهداء والبوعكاش وأبي فياض التابعة لناحية الصقلاوية، مشيرة إلى انسحاب داعش من مقرات ومواقع تابعة له في تلك المناطق. وتواصل القوات العراقية بدعم المليشيات هجومها على الفلوجة في يومها الـ13، وشهد أمس الاول الجمعة مقتل 19 مدنيًا- بينهم أطفال ونساء- وإصابة العشرات بقصف عنيف شنته قوات الحشد الشعبي على أحياء سكنية بمدينة الفلوجة. وأفاد شهود عيان أن القصف استهدف تجمعًا للأهالي عند مطحنة للحبوب في حي الجولان شمالي المدينة، وكذلك تجمعًا للنازحين في منطقة الأزركية شمال غرب الفلوجة. وقال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي: إن القوات العراقية حققت تقدما الجمعة في هجومها لاستعادة المدينة، بعد تمكنها من دخول حي الشهداء. وسبق أن أعلنت مصادر عسكرية عراقية مقتل 40 عنصرا على الأقل من الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي وإصابة العشرات بثلاث هجمات «انتحارية» لتنظيم داعش الارهابي في محيط ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة. وأعقبت التفجيرات اشتباكات عنيفة بين الطرفين في مناطق البوشجل عند معبر المفتول وفي منطقة أبي فياض وحي الشهداء. في المقابل بث ما يسمى المكتب الإعلامي لولاية الفلوجة التابع لتنظيم داعش إصدارا مرئيا يعرض جانبا من المعارك مع القوات الحكومية تضمن صورا لتدمير عدد من الدبابات وناقلات الجنود باستخدام صواريخ موجهة. ويتضمن الإصدار الذي حمل عنوان «بشائر النصر» صورا لهجمات بسيارات ملغمة واشتباكات مع القوات الحكومية والمليشيات من مسافات قصيرة. وذكر مصدر أمني عراقي بمحافظة صلاح الدين السبت ان تنظيم داعش شن هجوما عنيفا على حقل عجيل النفطي في تكريت 170/ كم شمال بغداد.» وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «تنظيم داعش يشن الآن أقوى هجوم على حقل عجيل النفطي 40/ كم شمال شرقي تكريت/ ويسيطر على بعض المواقع داخل الحقل وقد نشبت اشتباكات قوية وسقط قتلى وجرحى بين الطرفين». من جهتها، أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها إزاء تقارير أشارت إلى ارتكاب الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي انتهاكات في الفلوجة. يأتي ذلك في ظل بث ناشطين صورا جديدة تظهر إهانة هذه المليشيات المدنيين النازحين من محيط الفلوجة ووسط اتهامات لحكومة حيدر العبادي بانتهاك القوانين الدولية المتعلقة بالصراعات المسلحة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك توينر: إن واشنطن تتواصل مع الحكومة العراقية بخصوص تقارير الانتهاكات في الفلوجة، مؤكدا التزام بلاده تجاه المدنيين في الفلوجة ودعم القوات الأمنية العراقية عبر الضربات الجوية والمعلومات الاستخباراتية والمشورة العسكرية والمعدات. وأظهرت صور جديدة بثها ناشطون إهانة المليشيات المدنيين النازحين من محيط الفلوجة بضربهم وإجبارهم على التلفظ بعبارات مهينة بحق أنفسهم. وأعدت قناة «أي بي سي» الأمريكية تقريرا استقصائيا عما سمّته فظائع القوات العراقية والمليشيات في الفلوجة، واصفة إياها بـ»الألوية القذرة والأيادي غير النظيفة» التي تحارب تنظيم داعش الارهابي في العراق. ويأتي هذا في وقت شنّ العبادي حملة ضد وسائل إعلام عربية، متهمًا إيّاها بالتحريض على «الفتنة» خلال تغطية أحداث الفلوجة. وندد رئيس ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي بالانتهاكات التي ترافق عمليات استعادة محيط الفلوجة، مطالبا رئيس الوزراء العبادي بتحمل المسؤولية. وقال النجيفي: إن الواقع يشير إلى أن عمليات استعادة محيط الفلوجة من تنظيم داعش الارهابي رافقتها انتهاكات غير مقبولة وعمليات خطف وإعدام جماعي لا تقرها القوانين ولا الأخلاق.