×
محافظة المنطقة الشرقية

مؤكدة أن زيادة «المتقاعدين» في يد المجلس الوطني.. رئيسة لجنة الخدمات بالشورى: عقدنا 40 اجتماعا وأنجزنا 22 تشريعا خلال دور الانعقاد الماضي

صورة الخبر

لامس صوته الرخيم الآذان وسلم على القلوب، استطاع من خلف الأثير، وعبر “تحية وسلام”، أشهر برامجه، أن ينقل الحالات الشعورية والنفسية سواء كانت فرحا، أو حزنا، أو غضبا، أو إعجابا، ليجذبك إليه من دون أن تراه.. إنه الدكتور بدر كريم، الإعلامي السعودي الكبير، الذي زرع إخلاصا في عمله، فحصد محبة وتقديرا على كل المستويات في المملكة. عرفانا بفضله وما قدمه للعمل الإعلامي تستذكر “الاقتصادية” مع قرائها من محبي الدكتور كريم، في ذكرى رحيله الأولى التي توافق اليوم 28 من شعبان، مناقبه وأبرز المحطات في حياته. وقال لـ”الاقتصادية” الإعلامي ياسر كريم، إن عمل الوالد مذيعا كان المحطة الأهم في حياته التي كان يعتز بها أيما اعتزاز، فبرامجه الإذاعية التي نالت النصيب الأوفر من الشهرة -ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى العالم العربي- كانت تستغرق من وقته وجهده كثيرا، حتى إنها أخذته منا بعيدا في مرحلة من المراحل. وأضاف، كانت حياة الدكتور بدر عملا وجهدا دؤوبا.. كان لا يعرف الراحة حتى يوم الإجازة الأسبوعية، وأذكر جيدا أنه كان رحمه الله يأخذنا – الأسرة جميعا- إما لأداء العمرة أو لأداء صلاة المغرب في المسجد الحرام كل أسبوعين تقريبا وعندما نعود إلى جدة يوصلنا إلى المنزل ويقفل راجعا إلى مبنى الإذاعة لعمل مونتاج أو تسجيل برنامجه الشهير وقتها “تحية وسلام”، الذي كان يجري خلاله مقابلات إذاعية مع الطلاب المبتعثين خارج المملكة بناء على طلب أسرهم. وأكد كريم، أن شهرة والده ومحبة الناس له لم تأت من فراغ، وإنما كانت نتيحة عمل وبذل وإخلاص في العمل، إذ لا يذكر عنه أنه تأخر عن العمل فجرا، أو ظهرا، أو مساء، عندما يطلب منه، أو يتطلب العمل وجوده لغياب زميل أو لأي ظرف كان، حيث كان يعمل دون كلل أو ملل، زرع إخلاصا فحصده تقديرا ومحبة. وأوضح، أن الدكتور كريم عشق المايكروفون، مشيرا إلى أنه عندما وجد نفسه مضطرا في مرحلة ما إلى طلب التقاعد المبكر من العمل الإذاعي، ساءت نفسيته بشكل كبير لفقده لذة العمل الإذاعي ولبعده عن معشوقه “المايكروفون”، ولم يتعاف من هذا الفقد إلا عندما تم تعيينه مديرا عاما لوكالة الأنباء السعودية “واس”، حيث اندمج في العمل الإعلامي بوجه آخر جديد. وحول إمكانية صناعة عمل إعلامي –إذاعي أو تلفزيوني- يخلد ذكرى الدكتور بدر كريم، قال الإعلامي ياسر، إن هذا الموضوع يحتاج إلى شركة إنتاج إعلامي تتبنى الفكرة وتمولها وتنفذها، طالبا من وزارة الثقافة والإعلام التوجيه بذلك، كون الوزارة هي البيت الذي نشأ فيه بدر كريم وترعرع وأمضى أجمل وأحلى سني عمره فيها خدمة لبلاده وإعلامه. ياسر بدر كريّم. ولفت ياسر بدر كريم، إلى أن “الثقافة والإعلام” هي الأولى بتخليد ذكرى الوالد، ليس لحفظ تاريخ وتراث بدر كريم الإعلامي الأشهر في المملكة، بل لتاريخ وإسهامات زملائه ورفاق دربه، الذين أخلصوا لدينهم وبلادهم ومليكهم، والذين لا مجال لحصرهم، الأحياء والأموات، حيث لكل منهم بصمة مميزة وتاريخ عريق، سواء في الإذاعة أو التلفزيون. وفيما يتعلق بعلاقة عمله في الإذاعة وعمل الوالد وأثره في جعله يلج المجال نفسه، أكد ياسر بدر كريم، الأثر البالغ عليه لعمل الدكتور بدر منذ الصغر، حيث كان يرافقه كل يوم جمعة إلى سوق البلد في جدة، للصلاة في مسجد “عكاش”، ومن ثم شراء بعض الحاجيات، فيرى الناس في السوق يتجمعون حول والده للسلام عليه باعتباره مذيعا ووجها تلفزيونيا معروفا، ما أشعره بالفخر والاعتزاز، حتى صارت عنده الرغبة الشديدة في أن يصبح مذيعا مثله يوما ما، وجعله يبدأ التدرب والسير على خطى والده منذ كان عمره 7 سنوات تقريبا. وعن التطور الحاصل في العمل الإذاعي في المملكة، أوضح الإعلامي ياسر بدر كريم، أن المملكة جزء من العالم، تأثرت به وأثرت فيه، وقد واكبت هذا التطور التقني في مجال الإعلام ووسائله من خلال الشؤون الهندسية والفنية في وزارة الثقافة والإعلام، ومن خلال وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بدليل الطفرة الهائلة الحاصلة في وسائل الإعلام والاتصالات التي أوصلت صوت المملكة وسياستها الحكيمة المعتدلة والمتوازنة القائمة على هدي القرآن الكريم والسنة النبوية إلى العالم أجمع. وأشار ياسر بدر كريم، إلى أمور تنقص بعض الإعلاميين السعوديين، تتمثل في التدريب والتأهيل المستمرين الشاملين لمختلف المهارات الإذاعية والتلفزيونية، من حيث الاهتمام باللغة العربية ومفرداتها وتشكيلاتها، إذ من المعيب أن يظهر صوت مذيع سعودي من مهد الإسلام ومهبط الوحي ومتنزل القرآن، وهو ضعيف في اللغة العربية ولا يجيد قواعدها ولا يعرف تشكيل المُفردة. وأكد على أهمية الاهتمام بالثقافة العامة حتى يكون الإعلامي على معرفة واطلاع واسعين بما يجري من أحداث حول العالم، إضافة إلى التدريب على فن الإلقاء الذي صار علما وفنا مستقلا يُدرس في أقسام الإعلام في الجامعات، ضاربا المثل بالإعلامي ماجد الشبل، الذي كان عبقريا أمام المايكرفون وأنموذجا فذا في الإلقاء، سواء كان في البرامج الشعرية أو السياسية أو الحوارية. وانتقد الإعلامي ياسر بدر كريم، عدم اعتماد الإعلان التجاري في الإذاعة السعودية، سواء إذاعة جدة أو إذاعة الرياض، كمصدر دخل للإذاعة يمكن الاستفادة منه في تنشيط إدارة العلاقات العامة بالإذاعتين - مثلا- وخدمة أهدافها، أو في رفع قيمة مكافآت وجوائز برامج المسابقات في الإذاعة بدل المكافآت والجوائز المتدنية مقارنة بجوائز برامج المسابقات في إذاعات دول الخليج العربية الأخرى.